في الوقت الذي تكثف فيه الجهود الدولية لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة، برزت مؤشرات على تقارب نسبي بين موقفي حركة حماس وإسرائيل بشأن الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف القتال في القطاع. ورغم موافقة الطرفين على الخطوط العريضة للمبادرة، فإن جملة من البنود لا تزال موضع تفاوض وتحفّظ من الجانبين.
وأبدت حركة حماس موافقتها المبدئية على عدد من بنود خطة ترمب، وفي مقدمتها إطلاق سراح الرهائن والأسرى خلال 72 ساعة، والقبول بالإطار العام لوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من القطاع. كما وافقت الحركة على تسليم إدارة غزة إلى هيئة فلسطينية من التكنوقراط، تمهيدًا لترك الحكم لحكومة فلسطينية مستقلة تتولى إدارة الشأن الداخلي.
وفي المقابل، لا تزال حماس تتفاوض حول جملة من القضايا العالقة، أبرزها اشتراطها توافر “ظروف ميدانية ضرورية” لم تسمها لتنفيذ الاتفاق، وضمان انسحاب إسرائيلي كامل مع الإبقاء على سلاح الحركة لأغراض دفاعية. كما تبحث الحركة في مدى قبولها بتدخل أجنبي خلال المرحلة الانتقالية في غزة، وتشدد على أن أي اتفاق يجب أن يكون ضمن إطار وطني فلسطيني شامل.
أما الجانب الإسرائيلي، فقد أبدى موافقته على وقف الحرب بشكل فوري مقابل تنفيذ عملية تبادل تشمل الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، إلى جانب القبول بتشكيل حكومة فلسطينية تدير غزة تحت إشراف دولي. ومع ذلك، لا تزال إسرائيل تتفاوض حول بعض النقاط الخلافية، إذ تصر على الإبقاء على السيطرة الأمنية والعملياتية داخل القطاع، وترفض في الوقت نفسه أي مسار قد يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ومن المقرر ان تستضيف القاهرة، غدًا الاثنين، محادثات غير مباشرة بين وفدي إسرائيل وحماس بهدف دفع خطة السلام الأمريكية قدمًا. وأوضحت وزارة الخارجية المصرية أن الوفدين سيناقشان ترتيبات تبادل الأسرى، وضمانات وقف إطلاق النار، وجدول الانسحاب التدريجي من المناطق التي لا تزال تشهد وجودًا عسكريًا. وأضاف البيان أن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف وصهر الرئيس ترامب جاريد كوشنر سيشاركان في المفاوضات، تأكيدًا على الدور الأمريكي المباشر في رعاية الاتفاق وضمان تنفيذه.
اقرأ أيضًا:
ترامب يعلن بدء تنفيذ خطته للسلام.. واجتماع مرتقب في القاهرة
حماس توافق على مقترح الإفراج عن الأسرى وفق خطة ترامب
البيت الأبيض يكشف النقاب عن خطة ترامب بشأن غزة