logo alelm
توقعات بارتفاع تاريخي لأسعار الذهب بحلول عام 2026

يواصل سعر الذهب تحطيم أرقامه القياسية، حيث تجاوز مستوى 3600 دولار للأوقية في أوائل شهر سبتمبر. وتشير التوقعات الصادرة عن أحد البنوك الاستثمارية الكبرى إلى أن الذهب قد يواصل ارتفاعه الصاروخي، مدعومًا بظروف اقتصادية عالمية مواتية تدفع سعره نحو مستويات قياسية جديدة.

شهد سعر الذهب ارتفاعًا حادًا منذ بداية عام 2024، حيث صعد من 2064 دولارًا للأونصة إلى أكثر من 3600 دولار حاليًا، بزيادة تقارب 76%. وفي عام 2025 ارتفع بنسبة 38%، وهو ما يمثل تطورًا هائلاً في تاريخ أسعاره.

توقعات بارتفاع أسعار الذهب

ويعتقد محللو بنك جولدمان ساكس، أن الذهب يمكن أن يصل إلى 4000 دولار بحلول منتصف عام 2026، وقد يصل إلى 4500 دولار. وفي حال توافر الظروف المناسبة، فإنهم يتوقعون أن يلامس سعر الذهب مستوى 5000 دولار في عام 2026.

في تقرير بعنوان “تنويع الاستثمارات في السلع، وخاصة الذهب”، صنف المحللون الذهب على أنه “أعلى توصية طويلة الأجل في قطاع السلع”، مشيرين إلى إلى أن السعر المستهدف للذهب في منتصف عام 2026 هو 4000 دولار، مع احتمالية كبيرة لأن يواصل ارتفاعه إلى ما هو أبعد من ذلك.

يشير التقرير إلى أن استثمارات القطاع الخاص يمكن أن تدفع سعر الذهب إلى مستويات أعلى بكثير، وأنه إذا تدفق 1% فقط من سوق سندات الخزانة الأمريكية المملوكة للقطاع الخاص إلى سوق الذهب، فقد يرتفع سعر الأوقية إلى ما يقارب 5000 دولار بحلول منتصف عام 2026.

ويُتوقع أن يحدث هذا التحول في ظلّ التهديدات المحتملة للدولار الأمريكي والضبابية المحيطة بالإدارة المالية في الولايات المتحدة، مما قد يزيد من تفضيل المستثمرين للذهب كملاذ آمن ومخزن للقيمة.

وأشار التقرير إلى أن أي ضرر يلحق باستقلالية الاحتياطي الفيدرالي قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم، وانخفاض أسعار الأسهم والسندات، وتآكل مكانة الدولار كعملة احتياطية. وفي المقابل، يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا لا يتأثر بالثقة المؤسسية، مما يجعله مخزنًا موثوقًا للقيمة.

كما يتوقع محللو بنك جي بي مورغان الاستثماري اتجاهًا صعوديًا مماثلًا للذهب، حيث يتوقعون أن يغلق سعر المعدن العام المقبل عند 4250 دولارًا.وذكر التقرير أن أي ضعف محتمل في استقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يكون له “تداعيات كبيرة على أسعار الذهب على المدى الطويل”.

يتوفر للمستثمرين الراغبين في الاستثمار في الذهب خيارات متنوعة. ولكن أولئك الذين يسعون للاستفادة من ارتفاع سعره قد يجدون أن صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب (ETFs) خيارًا أفضل من شراء السبائك الذهبية مباشرة.

عوامل ارتفاع أسعار الذهب

شهد سعر الذهب ارتفاعًا مستمرًا لعدة سنوات، مدعومًا بعدة عوامل، ويرى الخبراء أن هذا الارتفاع يعود إلى عوامل رئيسية مثل خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية، وزيادة مشتريات البنوك المركزية من الذهب، والتوترات الجيوسياسية، مما يزيد من شعبية الذهب كملاذ آمن.

أحد أبرز هذه العوامل هو الديون الحكومية الأمريكية المتزايدة. فمع وجود عجز كبير في الميزانية، وتوقعات بزيادة الديون، أصبح المستثمرون يتوقعون المزيد من التضخم مستقبلًا، مما دفعهم إلى رفع أسعار الفائدة على سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل. هذا الوضع يجعل الذهب أكثر جاذبية كمخزن للقيمة.

كما يتوقع المستثمرون ارتفاعًا في معدلات التضخم في ظل الارتفاع المستمر في الدين الحكومي الأمريكي  الذي يعد أحد العوامل الرئيسية التي تدعم صعود أسعار الذهب. فمع تزايد عجز الميزانية الأمريكية وغياب خطة واضحة للسيطرة على الديون، فإن هذا الوضع يدفع المستثمرين إلى البحث عن أصول آمنة مثل الذهب، الذي يُنظر إليه كمخزن للقيمة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

وتُعتبر البنوك المركزية مشتريًا رئيسيًا للذهب في السنوات الأخيرة، مدفوعة بعدة عوامل. فبينما كان الدولار الأمريكي هو الأصل الاحتياطي الأساسي، بدأت هذه البنوك تزيد من حيازاتها من الذهب بسبب توقعات ارتفاع التضخم، واستمرار تضخم الدين الأمريكي، بالإضافة إلى صعود سعر الذهب نفسه.

ووفقًا لمسح أجراه مجلس الذهب العالمي في يونيو الماضي، يتوقع 76% من البنوك المركزية زيادة احتياطياتها من الذهب خلال الخمس سنوات القادمة. وفي المقابل، يتوقع حوالي ثلاثة أرباع هذه البنوك انخفاض احتياطياتها من الدولار.

مع تزايد توقعات التضخم، يرفع المستثمرون العوائد التي يطلبونها عند شراء السندات، مما يؤدي إلى انخفاض أسعارها. هذا الوضع قد يدفع المستثمرين في سندات الخزانة الأمريكية، مثل البنوك المركزية، إلى تحويل جزء من استثماراتهم إلى الذهب، وتُعدّ هذه الاستراتيجية بمثابة وسيلة لتقليل المخاطر المحتملة في محافظهم الاستثمارية، خاصةً وأن مخاطر انخفاض أسعار السندات ترتبط أيضًا بعدم استدامة الديون.

يُعد الذهب ملاذًا آمنًا ومخزنًا للقيمة في أوقات عدم اليقين والاضطرابات الاقتصادية. لهذا السبب، فإن مجرد توقع حدوث عدم يقين في الأسواق قد يدفع المستثمرين إلى زيادة طلبهم على الذهب، نظرًا لسجله الحافل في الحفاظ على قيمته خلال الأوقات الصعبة.

اقرأ أيضًا:

لماذا يتخلص المستثمرون عالميًا من السندات بينما يرتفع سعر الذهب؟

بعد إعفاء الذهب من رسوم ترامب الجمركية.. أين تتجه أسعار المعدن الأصفر؟

الذهب أم الألماس.. أيهما الأكثر ندرة في العالم؟

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك| مقترح ترامب يحمل انفراجة وتحذيرًا لحماس

المقالة التالية

إنفوجرافيك| الدول الجاذبة للاستثمارات السعودية