أظهرت بيانات تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) لعام 2025 أن المهاجرين يتمتعون بنسبة مشاركة أعلى في القوى العاملة مقارنة بالسكان المولودين في البلد في 21 من أصل 36 دولة عضوًا في المنظمة.
أكبر مشاركة للمهاجرين في سوق العمل
ويُظهر التقرير مشاركة 83% من المهاجرين في سوق العمل بتشيلي، مقارنة بـ 69% فقط من السكان الأصليين. لتسجل بذلك أكبر فرق بين المهاجرين والسكان الأصليين في نسبة المشاركة في القوى العاملة، حيث يبلغ الفارق 14.1 نقطة مئوية. وقد شهد عدد السكان المولودين في الخارج نموًا هائلًا بنسبة 334% منذ عام 2014، مدفوعًا بشكل رئيسي بالهجرة من دول أمريكا الجنوبية المجاورة، مثل فنزويلا وبيرو وكولومبيا، ما يعكس دور المهاجرين الحيوي في دعم سوق العمل التشيلي.
ويختلف الوضع في بعض الدول مثل هولندا وتركيا وألمانيا، حيث لا تزال نسبة مشاركة السكان الأصليين أعلى. ويُعتبر معدل المشاركة في القوى العاملة، الذي يُقاس بنسبة البالغين الذين يعملون أو يبحثون بنشاط عن عمل، مؤشرًا مهمًا في ظل شيخوخة السكان وتقلص حجم القوى العاملة في العديد من الاقتصادات المتقدمة.
ويشير التقرير إلى أن متوسط معدل مشاركة المهاجرين في القوى العاملة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يبلغ 77%، متفوقًا قليلاً على متوسط مشاركة المواطنين الأصليين البالغ 76%. وفي العديد من الدول، يشارك المهاجرون في سوق العمل بنفس قدر المواطنين، إن لم يكن بنسبة أعلى، ما يعكس دورهم
تُظهر البيانات، أن لوكسمبورغ تتميز بنسبة مشاركة عالية للمهاجرين، حيث يشارك نحو أربعة من كل خمسة مهاجرين (79%) في سوق العمل، مقارنة بـ 68% فقط من السكان المولودين في البلاد، فيما تضم الدولة واحدة من أعلى نسب المهاجرين الدوليين في العالم.
وتسير كوستاريكا على نمط مشابه أيضًا، إذ تصل نسبة مشاركة المهاجرين إلى 74%، مقابل 65% من المواطنين الأصليين، ما يعكس الدور الحيوي للمهاجرين في دعم القوى العاملة في كلا البلدين.
مشاركة المواطنين الأصليين في سوق العمل
رغم أن المهاجرين ينشطون بشكل أكبر في العديد من الدول، يظهر النمط المعاكس في بعض الاقتصادات الأوروبية الكبرى. في ألمانيا، تبلغ نسبة مشاركة السكان الأصليين 82% مقابل 74% بين المهاجرين. ورغم مواجهة البلاد لنقص في الأيدي العاملة وتوسيع مسارات الهجرة الماهرة، يشكل حوالي 24% من الوافدين على المدى الطويل مهاجرين لأسباب إنسانية، وكثير منهم لا يندمجون فورًا في سوق العمل.
كما تسجل هولندا وتركيا أكبر الفجوات، حيث تتجاوز مشاركة السكان المولودين في البلد نسبة مشاركة المهاجرين بـ 11.2 نقطة مئوية في كلا البلدين، ما يعكس اختلاف أنماط الاندماج الاقتصادي للمهاجرين بحسب السياق المحلي لكل دولة.
.اقرأ أيضًا :
الرميح من طوكيو: نسعى لسيادة الاكتتابات العامة عالميًا
كم يوجد من الذهب في العالم؟
الصين تغرق العالم بسيارات البنزين وتمنع بيعها محليًا









