تمتد تكويناتها الرملية لصحراء الدهناء عبر خمس مناطق إدارية في السعودية: من الحدود الشمالية مرورًا بحائل والقصيم والرياض، وانتهاءً بالمنطقة الشرقية، وتُعتبر من أبرز التجمعات الرملية في المملكة، إذ تبلغ مساحتها نحو 45,000 كيلومتر مربع، ما يُشكّل حوالي 7.1 % من إجمالي المسطحات الرملية في البلاد.
يتخذ شكل الدهناء قالبًا مقوسًا يمتد على طول يقارب 1200 كيلومتر، يربط بين النفود الكبير في الشمال، وصحراء الربع الخالي في الجنوب، ما يجعلها حلقة اتصال وترابط بين أكبر الصحارى في المملكة.
لماذا تميل رمال الدهناء إلى اللون الأحمر؟
يكمن السر في لون رمال الدهناء الأحمر في احتوائها على أكاسيد الحديد بنسب ملحوظة.
وبحسب تقارير الأرصاد والمصادر الجغرافية، تزداد حمرة رمال الدهناء في الجزء الغربي من الصحراء، حيث تستقبل سيولًا تأتي من جبال طويق والعرمة، مما يزيد تراكم أكسيد الحديد في تلك المناطق.
كذلك، أشارت دراسات جيولوجية إلى أن الرمال التي تشكّل الدهناء قد تكون قد انتُقلت جزئيًا بفعل الرياح من نفود النفود الكبير إلى الجنوب عبر قرون طويلة، مما ساهم في تكوين الرقائق الرملية الحمراء في الدهناء.
تضاريس مرتفعة وكثبان شاهقة
تحتضن الدهناء كثبانًا رملية شاهقة، فحتى أعلى نقطة فيها ترتفع إلى 779 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وهي في منطقة رملة الأشياخ شرق بلدة الحيانية، عند اتصال الرمال مع النفود الكبير.
أما من مستوى سطح الأرض، فقد تصل بعض الكثبان إلى ارتفاع حوالي 120 مترًا.
وبحسب موقع السياحة السعودية، فإن ارتفاعات الدهناء تتراوح غالبًا بين 300 و600 متر فوق سطح البحر في بعض المناطق.
أهمية تاريخية وثقافية وسياحية
لا تقتصر شهرة الدهناء على منظرها الطبيعي فحسب، بل تمتد إلى البُعد التاريخي والثقافي. فقد كانت هذه الصحراء ملتقى للقوافل والمسالك القديمة، ومرت بها رحلات التجارة والحج عبر الزمن، كما استلهمها الشعراء في قصائد متعددة.
ومنذ سنوات، استُعيد بريق الدهناء لدى الجمهور من خلال مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، الذي بات يقام سنويًا فيها، ويُعد من المعالم الثقافية والسياحية البارزة التي تستقطب الزوار من داخل المملكة وخارجها.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
كهوف السعودية.. كنوز بقلب الصحراء














