logo alelm
“السماك الرامح” في سماء السعودية الليلة.. ماذا نعرف عنه؟

يزين نجم السماك الرامح سماء السعودية والمنطقة العربية خلال هذه الفترة من العام، ابتداءً من مساء اليوم الأحد، متألقًا كجوهرة برتقالية لامعة تظهر بوضوح في الأفق الشمالي الغربي بعد غروب الشمس مباشرة.

وتوفر الأسابيع الأولى من شهر أكتوبر فرصة مثالية لهواة الفلك والمهتمين لرصد هذا النجم الذي لا يتميز بسُطوعه الشديد فحسب، بل بظاهرة بصرية فريدة تجعله يومض بألوان متعددة يمكن تمييزها بالعين المجردة، في مشهد سماوي يتكرر سنويًا ويثير فضول الكثيرين.

السماك الرامح يتلألأ بألوان متعددة

أوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن هذا التلألؤ اللوني ليس خاصية في النجم ذاته، بل هو تأثير بصري يُعرف بـ”الوميض الجوي”.

ويحدث هذا عندما يكون نجم شديد السطوع، مثل السماك الرامح، منخفضًا في السماء، مما يجبر ضوءه على اختراق طبقات أكثر كثافة وسمكًا من الغلاف الجوي للأرض.

وتعمل هذه الطبقات كعدسة ضخمة وغير مستقرة، فتتسبب في انكسار الضوء وتشتيته إلى ألوان طيفه المختلفة، وهو ما يجعل النجم يبدو وكأنه يومض بسرعة بين اللونين الأحمر والأزرق والأخضر، في ظاهرة تزداد وضوحًا كلما اقترب النجم من الأفق.

وتعد هذه الظاهرة سمة مشتركة بين 3 نجوم لامعة تُرصد في هذا الوقت من العام، وهي إلى جانب السماك الرامح، نجم “العيوق” الذي يظهر منتصف الليل، و”الشعرى اليمانية” الذي يلمع قبيل الفجر.

ويُعد السماك الرامح أكثر من مجرد ظاهرة بصرية لافتة، فهو يحتل المرتبة الرابعة في قائمة ألمع النجوم في سماء الليل، وهو النجم الأكثر سطوعًا في النصف الشمالي من الكرة السماوية، وتصنيفه العلمي هو “عملاق برتقالي” من النوع  K، وهو نجم في مرحلة متقدمة من عمره، حيث استنفد وقوده من الهيدروجين في نواته وبدأ في حرق الهيليوم، مما أدى إلى تضخمه وانخفاض درجة حرارة سطحه.

ويقدم لنا هذا النجم لمحة عن المستقبل البعيد لشمسنا، التي ستتحول إلى عملاق أحمر مماثل بعد حوالي 5 مليارات سنة، ورغم أن حجمه يفوق حجم الشمس بنحو 26 مرة، إلا أنه يظهر لنا كنقطة ضوئية بسبب المسافة الهائلة التي تفصلنا عنه، والتي تُقدر بنحو 37 سنة ضوئية.

ويحمل نجم السماك الرامح أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، فاسمه باللاتينية “Arcturus” مشتق من الكلمة اليونانية “Arktouros” التي تعني “حارس الدب”، وذلك لقربه من كوكبتي الدب الأكبر والدب الأصغر، أما اسمه العربي “السماك الرامح”، فيعني “حامل الرمح”، وهو يمثل النجم الرئيسي والأكثر سطوعًا في كوكبة “العواء”.

ووفقًا للحسابات الفلكية، سيظل السماك الرامح مرئيًا في سماء المساء لأسابيع قادمة، قبل أن يبدأ بالانخفاض تدريجيًا نحو الأفق الغربي مع مرور الأيام، ليغيب عن الأنظار مؤقتًا مع نهاية الموسم الحالي، وسيعود للظهور مجددًا في موقع مختلف من قبة السماء، مكملًا دورته السنوية التي أمتعت هواة الفلك عبر العصور.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك| خريطة سوق العمل السعودي

المقالة التالية

الموت الأبيض يطارد مئات العالقين فوق إفرست