logo alelm
إنفوجرافيك| المجاعة في غزة.. أرقام من رحلة البحث عن الطعام

كشفت تقارير متتالية من هيئات أممية ومنظمات إغاثية عن حجم الكارثة الإنسانية والمجاعة المتفاقمة في قطاع غزة، حيث تتضافر تداعيات الحصار والعمليات العسكرية لتخلق وضعًا وصفه مسؤولون دوليون بأنه “غير مستدام”. فمع استمرار خطر المجاعة، وانهيار المنظومة الصحية، والتهجير القسري للسكان إلى مساحات تتقلص باستمرار، أصبح البحث عن أبسط مقومات الحياة، مثل الطعام والماء، رحلة محفوفة بالموت.

وتُظهر الأرقام، التي تم توثيقها حتى منتصف يوليو 2025، صورة قاتمة لمعاناة المدنيين، حيث بلغ إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023 أكثر من 58,573 شخصًا، بالإضافة إلى 139,607 جرحى، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

البحث عن الطعام.. رحلة محفوفة بالموت

أصبح الحصول على الغذاء في غزة مهمة خطيرة، حيث تحولت طوابير المساعدات إلى أهداف. فقد تم تسجيل مقتل 875 شخصًا حتى 13 يوليو أثناء محاولتهم الحصول على الطعام. ووفقًا للتقارير، قُتل 674 منهم في محيط مواقع توزيع المساعدات التي تديرها منظمة GHF المدعومة من الولايات المتحدة والاحتلال، بينما قُتل 201 آخرون على طرق قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة.

وقد أكد برنامج الأغذية العالمي أن المجاعة تنتشر في غزة، حيث يعاني حوالي 500,000 شخص من مستويات كارثية من الجوع. ونقل مسؤول في البرنامج شهادات لأمهات يمنعن أطفالهن من اللعب حتى لا يستهلكوا طاقة لا يمكن تعويضها بالطعام.

من ناحية أخرى، تعاني المرافق الصحية القليلة المتبقية من ضغط هائل يفوق طاقتها، وسط نقص حاد في الموارد. وتشهد فرق منظمة “أطباء بلا حدود” ارتفاعًا غير مسبوق في حالات سوء التغذية الحاد، حيث تضاعف عدد المرضى في إحدى عياداتها في مدينة غزة أربع مرات تقريبًا في أقل من شهرين، ليصل إلى 983 حالة في بداية يوليو، من بينهم 326 طفلاً.

كما أثّر سوء التغذية ونقص الرعاية على معدلات المواليد، التي انخفضت بنسبة 41% خلال عامين فقط. فمن بين 17,000 ولادة سُجلت في النصف الأول من عام 2025، كانت هناك 2,600 حالة إجهاض (15%)، وتم إدخال 2,535 رضيعًا إلى وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة المكتظة، حيث يتشارك أربعة إلى خمسة أطفال حاضنة واحدة في بعض الأحيان.

بالإضافة إلى ذلك، تنتشر الأمراض المعدية بسرعة، حيث يمثل الإسهال المائي الحاد الآن 44% من جميع الأمراض المبلغ عنها، وتتزايد حالات اليرقان والتهاب السحايا.

التهجير المستمر واستهداف الملاجئ

أجبرت أوامر التهجير الإسرائيلية السكان على الانحصار في مساحات تتقلص باستمرار، حيث أصبح أكثر من 86% من مساحة قطاع غزة يقع ضمن مناطق عسكرية أو تحت أوامر تهجير. وقد نزح أكثر من 737,000 فلسطيني حديثًا منذ 18 مارس، مما زاد من اكتظاظ الملاجئ المؤقتة والمباني المتضررة. ولم تكن هذه الملاجئ آمنة، حيث تم استهداف ما لا يقل عن ثلاث مدارس تؤوي نازحين خلال أسبوع واحد، مما أسفر عن مقتل 17 شخصًا.

وتظل العمليات الإنسانية مقيدة بشدة. فبعد حصار كامل استمر 130 يومًا، لم تسمح السلطات الإسرائيلية بدخول سوى شاحنتي وقود يوميًا، وهي كمية لا تمثل سوى “جزء بسيط” مما هو مطلوب لتشغيل المستشفيات ومحطات المياه والمخابز. وقد حذرت وكالات الأمم المتحدة من أنها قد تضطر إلى وقف عملياتها تمامًا بدون وقود كافٍ. كما تواجه قوافل المساعدات صعوبات بالغة في الوصول إلى محتاجيها. ففي الفترة ما بين 9 و 15 يوليو، من أصل 66 محاولة لتنسيق تحركات المساعدات، تم تسهيل 45% منها فقط بشكل كامل، بينما تم رفض 17% وواجهت 33% عوائق وتأخيرات على الأرض.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

بتوجيهات ولي العهد.. “الاستثمار” تنظم “منتدى الاستثمار السوري السعودي”

المقالة التالية

تيسلا تواجه منعطفًا ماليًا خطيرًا يهدد مستقبلها