logo alelm
بعد الإنحناء 5 ساعات على الهاتف.. صيني يُصاب بسكتة دماغية!

أُصيب شاب صيني يبلغ من العمر 19 عامًا بسكتة دماغية حادة بعد أن أمضى وقتًا طويلًا في استخدام الهاتف المحمول، الأمر الذي أدى إلى تشكّل جلطة في أحد الشرايين العنقية، فتسببت في عرقلة وصول الدم إلى دماغه، بحسب ما أوضحه الأطباء.

ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن الأطباء الذين أشرفوا على علاجه في العاصمة بكين عزوا ما حدث إلى ما يُعرف طبيًا باسم “وضعية الرقبة النصية”، وهي حالة تنتج عن الانحناء المستمر والمتكرر للرقبة عند النظر إلى شاشات الهواتف، مما قد يفضي إلى تكوين جلطات خطيرة ذات مضاعفات مدمرة. ويخضع الطالب حاليًا لفترة نقاهة بعد أن تمكن الأطباء من إزالة الجلطة عن طريق التدخل الجراحي.

وأفاد الفريق الطبي بأن الشاب ويدعى “شياو دونغ”، وهو طالب جامعي من مقاطعة فوجيان، كان يقضي ساعات طويلة في ممارسة ألعاب الهاتف، حيث اعتاد الجلوس بوضعية منحنية إلى الأمام لفترات ممتدة. هذه الوضعية أدت إلى إعاقة سريان الدم في شرايين الرقبة، وهو ما تسبب في تجلط داخل الشرايين الفقرية العليا، لينتهي الأمر بحدوث سكتة دماغية خطيرة كادت تهدد حياته. وأوضحت التقارير أن الأطباء اضطروا لإجراء عمليتين جراحيتين متعاقبتين للتعامل مع حالته، وبعدها نجحوا في إزالة التجلط، مما أنقذ حياة الطالب وفتح أمامه فرصة للتعافي التدريجي.

متى يصبح استخدام الهاتف مفرطًا؟

خلال السنوات الأخيرة، أصبحت الهواتف الذكية عنصرًا لا غنى عنه في حياة الناس اليومية، فهي لم تعد مجرد وسيلة للتسلية، بل أصبحت أداة لإدارة تفاصيل الحياة من الخرائط والأخبار وحتى التواصل مع العائلة وزملاء العمل. وتشير الدراسات إلى أن الأمريكيين يقضون في المتوسط نحو 5.4 ساعات يوميًا على هواتفهم، وهو رقم يعكس الاستخدام المكثف لهذه الأجهزة حتى باتت أشبه بالضرورة اليومية.

لكن هذا الارتباط الوثيق تحول في كثير من الحالات إلى نوع من الإدمان، حيث يجد المستخدمون صعوبة في التحكم في الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات. ويؤدي الإفراط في الاستخدام إلى آثار سلبية متعددة تشمل إجهاد العين، آلام الرقبة والظهر، ضعف جودة النوم، إضافة إلى القلق، العزلة الاجتماعية والاكتئاب.

ويحذر الخبراء من أن هناك سلوكيات يمكن أن تكشف عن تجاوز الحد المعقول لاستخدام الهاتف، مثل إضاعة ساعات طويلة في تصفح التطبيقات بلا وعي، أو الشعور بالانزعاج عند الابتعاد عن الهاتف، أو التسرع للتحقق من الإشعارات بشكل متكرر، وصولًا إلى استخدامه في مواقف خطرة كأثناء القيادة. هذه المؤشرات جميعها تعكس أن الاستخدام اليومي قد تخطى المستوى الصحي المسموح به.

ورغم صعوبة الاستغناء عن الهواتف المحمولة بشكل كامل، فإن تحديد سقف زمني للاستخدام اليومي يظل الحل الأكثر واقعية. فقد أثبتت دراسة أُجريت في ألمانيا أن تقليص فترة استخدام الهاتف الذكي ساعة واحدة يوميًا فقط، ولمدة أسبوع، كان كفيلًا بتقليل مستويات القلق والاكتئاب لدى المشاركين، إلى جانب تعزيز النشاط البدني. وهذا يعني أن مجرد تخفيف الاستخدام له أثر إيجابي مباشر على الصحة النفسية والجسدية.

ولتجنب تجاوز الحد الأقصى المسموح، يُنصح بمراقبة عدد الساعات اليومية على الهاتف، وضبط الإعدادات للحد من الإشعارات، والتقليل من التطبيقات غير الضرورية. كما يساعد استبدال وقت الشاشة بأنشطة أخرى كالمشي أو ممارسة الرياضة أو القراءة على خلق توازن صحي. فكل دقيقة تُبعدك عن الشاشة تمنحك فرصة لرؤية العالم من حولك بوضوح أكبر، وتساهم في استقرار حالتك النفسية.

وفي حال استمرار صعوبة ضبط استخدام الهاتف أو ظهور أعراض نفسية كالاكتئاب والقلق، يصبح من المهم طلب الدعم من مختصين في مجال الصحة السلوكية. فالتدخل المهني يساعد على وضع خطط عملية للعلاج واستعادة التوازن في نمط الحياة.

اقرأ أيضًا:
تصفح الهاتف أثناء الجلوس على المرحاض يمكن أن يصيبك بالمرض
متلازمة الرأس المتدلي.. مرض نادر يُسببه الهاتف
إعادة تعريف إدمان الهاتف.. دراسة جديدة تحطم الأساطير

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك| الأنشطة غير النفطية تقود الاقتصاد السعودي

المقالة التالية

“تاتش” تحصد جائزة الشارقة للاتصال الحكومي 2025