logo alelm
هل يسرق الجبن نومك؟ دراسة تكشف العلاقة الخفية بين الألبان والكوابيس

في ليلٍ هادئ، وبعد وجبة خفيفة من الجبن قبل النوم، يستيقظ البعض فزعين من كوابيس غريبة ومزعجة. لطالما اعتُبرت هذه الظاهرة مجرد خرافة متداولة على أطراف الحديث، لكن ماذا لو كان للجبن فعلًا يد في هندسة أحلامنا؟ وهل يُعقل أن تعبث قطعة شيدر صغيرة بمسرح الوعي اللاواعي؟

تأتي دراسة حديثة بإجابة مفاجئة، تفتح نافذة جديدة على علاقة الطعام بالحلم، وعلى التأثير العجيب الذي تمارسه المعدة على العقل أثناء النوم.

كيف تؤثر الألبان على الأحلام؟

في دراسة نُشرت نهاية أبريل 2025 في دورية Frontiers in Psychology، كشف فريق بقيادة الدكتور «توري نيلسن» من جامعة مونتريال عن ارتباط قوي بين استهلاك منتجات الألبان، خصوصًا قبل النوم، وازدياد تكرار الكوابيس لدى بعض الأشخاص. لكن هذا التأثير لم يكن عشوائيًا، بل ظهر أكثر حدة لدى من يعانون عدم تحمل اللاكتوز أو حساسية الطعام.

يقول نيلسن: «شدة الكوابيس ترتبط ارتباطًا مباشرًا بعدم تحمل اللاكتوز والحساسيات الغذائية الأخرى. هذه النتائج تلمّح إلى أن تغييرات بسيطة في النظام الغذائي قد تساهم في تقليل الكوابيس، لا سيما لدى من يعانون اضطرابات هضمية مزمنة».

ما الذي يحدث في الجسم في أثناء النوم؟

الفكرة المحورية التي تطرحها الدراسة هي أن الانزعاج الهضمي الناتج عن استهلاك منتجات الألبان قد يتسلّل إلى الأحلام، مؤثرًا على طبيعة النوم وعمق الأحلام.

أعراض مثل الغازات والانتفاخ والآلام البطنية، التي قد تبدو عابرة في اليقظة، تتغلغل في مراحل النوم العميق، خصوصًا في أثناء مرحلة حركة العين السريعة (REM)، وهي المرحلة التي يُعتقد أن معظم الأحلام الحية تحدث خلالها.

يشرح نيلسن: «الأحاسيس الجسدية يمكن أن تندمج في محتوى الحلم. إذا كنت تعاني انزعاج جسدي خلال النوم، فقد ينعكس ذلك على شكل كابوس أو حلم غير مريح. وفي الحالات المتكررة، قد يؤدي ذلك إلى تجنّب النوم أو الاستيقاظ القلق».

ما الذي أظهرته الدراسة عمليًا؟

اعتمدت الدراسة على استبيان موسّع شمل أكثر من 1080 طالبًا جامعيًا في جامعة ماكيوان الكندية، ركّز على أنماط النوم، ومحتوى الأحلام، والحالة الصحية العامة، والعادات الغذائية.

أشارت النتائج إلى أن نحو ثلث المشاركين يعانون كوابيس متكررة. النساء أبدين معدلات أعلى في تذكّر الأحلام والإبلاغ عن مشاكل نوم ووجود تحسّسات غذائية. وقرابة 40% من العينة صدّقوا أن نوعية الطعام أو توقيت تناوله يؤثر في نومهم.

لكن المفاجأة جاءت عند الربط بين عدم تحمل اللاكتوز وسوء نوعية النوم والكوابيس. من بين الذين أشاروا إلى تأثير الطعام على الأحلام، كانت منتجات الألبان والحلويات والأطعمة الحارّة من أكثر المشتبه بهم.

هل العلاقة بين الأكل والحلم مؤكدة؟

رغم النتائج المثيرة، فإن الباحثين يعترفون بأن العلاقة بين النظام الغذائي ونوعية الأحلام لا تزال غير مفهومة بالكامل.

ربما تؤدي سوء التغذية إلى نوم متقطع، ما يرفع من احتمال تذكّر الأحلام المزعجة. أو ربما يؤثر اضطراب النوم المزمن على العادات الغذائية السيئة.

لهذا، يدعو نيلسن إلى دراسات تجريبية موسعة: «نرغب في إجراء تجربة يتم فيها تناول منتجات ألبان محددة قبل النوم ومقارنتها بأطعمة محايدة، لمعرفة ما إذا كان هناك تأثير مباشر على الأحلام أو نوعية النوم».

ماذا يعني هذا بالنسبة لك؟

إذا كنت من الذين يستفيقون وسط الليل على وقع كابوس غريب بعد قطعة جبن متأخرة، فقد لا تكون مصادفة.

وربما، بدلًا من البحث في المعنى الرمزي للحلم، يجدر بك أن تنظر إلى طبق العشاء قبل النوم. فما نأكله قد لا يؤثر فقط على صحتنا الجسدية، بل ربما يرسم تفاصيل ما نراه ونحن نائمون.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

أعلى الجولات الموسيقية ربحًا لعام 2024

المقالة التالية

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغنيك عن التكييف؟