logo alelm
هكذا تهاجم الشيخوخة الجسم من الداخل للخارج

تعد الشيخوخة عملية بيولوجية حتمية تبدأ من اللحظات الأولى لتكوين خلايا الإنسان، وتتسارع وتيرتها مع مرور الزمن، حيث تبدأ خلايا الجسم في التآكل أو التلف، وتفقد قدرتها على العمل بنفس الكفاءة التي كانت عليها في الصغر.

ورغم أن التجاعيد والشعر الأبيض هي أبرز العلامات الظاهرية لهذه المرحلة، إلا أن تأثير التقدم في العمر يطال كل جزء من أجزاء الجسم، بما في ذلك الأعضاء الداخلية التي لا نراها، مما يغير من القدرات الجسدية والوظائف الحيوية وحتى القدرات العقلية.

وتختلف سرعة الشيخوخة وتأثيراتها بشكل كبير من شخص لآخر، فبينما يتمكن الجسم في مرحلة الشباب من إصلاح واستبدال الخلايا التالفة بسرعة، تتباطأ هذه العملية بشكل ملحوظ مع التقدم في السن.

ويشير العلماء أن ما نطلق عليه “الشيخوخة” هو في جوهره نتيجة لتراكم الضرر الذي يلحق بالخلايا والجزيئات الحيوية، مثل الحمض النووي، على مدار عقود من الزمن.

التغيرات الجسدية الملموسة للشيخوخة

يشهد الجسم مع التقدم في العمر مجموعة من التحولات الخارجية الملحوظة التي تغير من مظهر الإنسان، ويعتبر الجلد هو المرآة الأكثر وضوحًا لهذه المرحلة، حيث يصبح أقل مرونة وجفافًا، وتظهر عليه التجاعيد بشكل أعمق، خاصة حول العينين والفم والجبهة.

وينتج هذا عن ترقق الطبقة الوسطى من الجلد (الأدمة)، واسترخاء شبكة الألياف التي كانت تمنحه مرونته في السابق.

وتتفاقم هذه العلامات بفعل عوامل خارجية مثل التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية، والتي تكسر بروتين الكولاجين، بالإضافة إلى التدخين والتلوث.

كما تطرأ تغيرات على ملامح الوجه الأخرى، حيث يلين الغضروف الذي يشكل الأذنين والأنف، مما يجعلهما يبدوان أكبر حجمًا وأكثر ترهلًا، وتتراجع كتلة العظام والعضلات تدريجيًا، مما يؤدي إلى انخفاض في القوة، وفقدان ما بين 2 إلى 5 سنتيمترات من الطول بين سن الثلاثين والسبعين.

ولا تقتصر التغيرات على ذلك، بل تشمل الشعر أيضًا، حيث يفقد لونه ويتحول إلى الرمادي أو الأبيض، وقد يلاحظ بعض الرجال نموًا أطول لشعر الحاجبين والأذنين والأنف نتيجة لتغيرات هرمونية مرتبطة بمرحلة الشيخوخة.

تأثير الشيخوخة على الحواس والوظائف الداخلية

ولا يقتصر تأثير الشيخوخة على المظهر الخارجي، بل يمتد ليؤثر بعمق على الحواس والوظائف الحيوية للجسم.

ويعتبر الدماغ من أكثر الأعضاء تأثرًا، حيث تتآكل مادة “المايلين” الدهنية التي تغلف الألياف العصبية، مما يبطئ من سرعة الاتصال بين الخلايا العصبية ويجعل استرجاع الذكريات أو تكوين ذكريات جديدة أكثر صعوبة.

وتتأثر حاستا السمع والبصر بشكل مباشر، حيث يعاني الكثيرون من ضعف السمع المرتبط بالعمر (الصمم الشيخوخي)، والذي ينتج عن تآكل الشعيرات الدقيقة في الأذن الداخلية المسؤولة عن توصيل الصوت، كما يصبح شمع الأذن أكثر لزوجة، مما قد يسد القناة السمعية.

أما بالنسبة للرؤية، فتقل مرونة عدسة العين، مما يسبب صعوبة في التركيز على الأجسام القريبة (طول النظر الشيخوخي)، كما يقل إنتاج الدموع وتتباطأ استجابة بؤبؤ العين للضوء، وقد تتشكل المياه البيضاء (إعتام عدسة العين) نتيجة لتحلل البروتينات في العدسة.

وعلى المستوى الداخلي، تتباطأ قدرة الجسم على الشفاء، وتتأثر وظائف القلب الذي يضطر للعمل بجهد أكبر لضخ الدم عبر الأوعية التي تفقد مرونتها.

وتشير الأبحاث أن وتيرة الشيخوخة تتسارع بشكل ملحوظ في مراحل عمرية معينة، خاصة حول سن الستين، حيث يبدأ جهاز المناعة في التدهور بسرعة، مما يجعل الجسم أقل فعالية في مكافحة العدوى والأمراض.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

للحفاظ على الصحة العقلية.. 3 أطعمة لا تقترب منها

المقالة التالية

تبعات قنبلة هيروشيما.. سر الظلال البشرية المحفورة بالأرصفة