يوليو ١٢, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
دراسة تربط بين اضطرابات ما قبل الحيض وأمراض القلب

كشفت دراسة علمية جديدة واسعة النطاق، عن وجود ارتباط بين اضطرابات ما قبل الحيض وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في مراحل لاحقة من الحياة. وتشير النتائج، التي نشرتها دورية علمية مرموقة، إلى أن هذه الاضطرابات قد تكون بمثابة علامة إنذار مبكرة، مما يفتح الباب أمام أهمية الكشف المبكر وإعادة تقييم عوامل الخطر لدى النساء.

وقالت الدكتورة إليزابيث بيرتوني جونسون، المؤلفة المشاركة في الدراسة التي استمرت لعقدين وشمل بيانات صحية لأكثر من 3 ملايين امرأة في السويد، إن هذا البحث هو “تذكير آخر بضرورة الاهتمام بصحة القلب والأوعية الدموية في سن مبكرة، وعدم الانتظار حتى سن الخمسين أو ما بعدها”.

تحليل المخاطر حسب العمر

أظهرت الدراسة أن النساء اللواتي تم تشخيصهن بمتلازمة ما قبل الحيض (PMS) أو اضطراب ما قبل الحيض المزعج (PMDD) الأكثر شدة، كان لديهن خطر أعلى بنسبة 11% للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بالنساء اللاتي لم يكن لديهن هذا التشخيص.

وكانت المخاطر أكثر وضوحًا لدى النساء الأصغر سنًا. فالنساء اللواتي عانين من اضطراب ما قبل الحيض قبل سن 25 عامًا، كن أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 24%. وعند تحليل أنواع فرعية من أمراض القلب، وجد الباحثون أن الارتباط الأقوى كان مع اضطرابات نظم القلب (Arrhythmias) ومرض القلب الإقفاري، وهو تلف ناتج عن تراكم الترسبات في الشرايين التاجية.

وعلى الرغم من أن البحث لم يدرس الأسباب المباشرة وراء هذه الصلة، إلا أن الخبراء لديهم فرضيات علمية. وتعتقد بيرتوني جونسون أن اضطرابات ما قبل الحيض قد تكون مؤشرًا مبكرًا على حالات فسيولوجية كامنة أخرى، تظهر أعراضها في البداية على شكل أعراض ما قبل الحيض، ثم تتطور لاحقًا لتظهر كمرض في القلب والأوعية الدموية.

وتتفق معها الدكتورة نيكا غولدبرغ، طبيبة القلب المتخصصة في صحة المرأة، والتي لم تشارك في البحث، حيث تشير إلى أن هذه الحالات الكامنة قد تشمل وجود التهاب مزمن في الجسم، أو تغيرات في “نظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون”، وهو نظام هرموني مسؤول عن تنظيم ضغط الدم. هذه التغيرات يمكن أن تؤدي إلى زيادة تراكم الترسبات حول شرايين القلب، مما يرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب.

الكشف المبكر عن أمراض القلب لدى النساء

يرى الخبراء أن أهم نتيجة لهذه الدراسة هي قدرتها على تمهيد الطريق لتشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء في مراحل مبكرة جدًا من حياتهن. وقالت الدكتورة غولدبرغ: “هذه خطوة فعالة نحو الكشف المبكر عن النساء المعرضات لخطر الإصابة بأمراض القلب”.

وتؤكد هذه النتائج على ضرورة أن يولي الأطباء اهتمامًا أكبر للتاريخ الحيضي الكامل لمريضاتهم، بما في ذلك وجود اضطرابات ما قبل الحيض، كجزء من تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب. كما تشير الدكتورة بريا جايسينجاني، أخصائية الغدد الصماء، إلى أن هذه الدراسة، بالإضافة إلى دراسات أخرى ربطت بين هذه الاضطرابات وارتفاع ضغط الدم، تؤكد على الحاجة للتركيز بشكل أكبر على عوامل الخطر الخاصة بالنساء.

وتستمد الدراسة قوتها من حجم العينة الهائل (أكثر من 3 ملايين امرأة) وفترة المتابعة الطويلة (20 عامًا). كما قام الباحثون بتحليل أزواج من الأخوات لاستبعاد العوامل الوراثية والبيئية، وحرصوا على الأخذ في الاعتبار عوامل الخطر الأخرى مثل التدخين والوزن. ومع ذلك، هناك بعض القيود، أبرزها أن الدراسة ركزت فقط على النساء اللواتي تم تشخيصهن سريريًا، مما يعني أنها قد لا تشمل الكثيرات ممن يعانين من الأعراض دون تشخيص رسمي. كما أن الباحثين أكدوا أن دراستهم هي دراسة “مراقبة” ولا تثبت علاقة سببية مباشرة، وأن هناك حاجة لمزيد من العمل لتأكيد هذه النتائج.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

إنفوجرافيك| أفضل الدول في الموازنة بين العمل والحياة

المقالة التالية

الرياضات الإلكترونية.. السعودية تقود صناعة المستقبل