logo alelm
3 ملايين طفل مُهدّد.. التقصير الدولي يفاقم كارثة سوء التغذية في السودان

حذّر رئيس تحرير صحيفة “التيار” السودانية، عثمان ميرغني، من تفاقم أزمة سوء التغذية في السودان، معتبرًا أن الأرقام التي أوردها تقرير الأمم المتحدة الأخير عن معاناة أكثر من 3 ملايين طفل “متواضعة جدًا” ولا تعكس حجم الكارثة الحقيقي على الأرض.

وأكد ميرغني أن مناطق واسعة في البلاد، وخصوصًا مدينة الفاشر في دارفور، تعاني من “مجاعة خانقة” وعمليات وفاة مستمرة، وسط عجز دولي واضح عن تقديم المساعدات.

وجاءت تصريحات ميرغني في مداخلة مع قناة “الإخبارية”، حيث سلط الضوء على الوضع المأساوي الذي وصلت إليه البلاد، مطالبًا بتحرك دولي عاجل يتجاوز القرارات والمناشدات إلى إجراءات عملية على الأرض.

انتقادات للعجز الأممي حيال سوء التغذية في السودان

وصف ميرغني الوضع في مدينة الفاشر بأنه كارثي، حيث تعيش المدينة تحت حصار بري كامل تفرضه قوات الدعم السريع، مما يمنع دخول أي شحنات غذائية.

وأوضح أن المواطنين اضطروا في فترات سابقة للجوء إلى العلف المخصص للحيوانات، وحتى هذا المصدر لم يعد متوفرًا الآن، مما فاقم من أزمة سوء التغذية في السودان بشكل لم يسبق له مثيل.

وانتقد فشل الأمم المتحدة في إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفاشر، على الرغم من القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والمناشدات المتكررة من الأمين العام.

وأشار أن الشحنات التي تحركت من تشاد ومن شمال السودان لم تتمكن من الوصول بسبب الحصار المفروض، مما يؤكد أن المشكلة ليست في توفر الغذاء بل في القدرة على إيصاله للمحتاجين.

وشدد مرغني على أن ما يحدث ليس مجرد “تجاهل أممي” للأزمة، بل هو “عجز حقيقي”، وهو ما اعتبره الأمر “الأفدح” والأخطر.

وقال: “من الممكن تفهم وجود نوع من التجاهل، لكن أن يكون هناك عدم قدرة على التعامل مع واقع إنساني ينذر باستمرار وفيات الأطفال بالعشرات من الجوع، فهذا أمر لم يحدث في أي مكان بالعالم”.

وأكد أن منظمات الأمم المتحدة لديها مصادر مباشرة على الأرض تزودها بالمعلومات الدقيقة عن حجم كارثة سوء التغذية في السودان.

 

واقترح مرغني حلًا عاجلًا لتجاوز الحصار البري، داعيًا الأمم المتحدة إلى تنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات على غرار ما حدث في غزة.

وأضاف: “يمكن عن طريق إسقاط جوي أممي التعامل بسرعة مع الوضع في دارفور، وليس هناك أي مبرر لهذا التراخي”، معتبرًا أن ما بُذل حتى الآن ليس كافيًا لمواجهة أزمة سوء التغذية في السودان.

وتعود جذور هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة إلى الحرب التي اندلعت في السودان في أبريل 2023.

ويُشار أن النزاع يدور بشكل أساسي بين الجيش السوداني، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

ونشأ الصراع عن توترات حادة حول خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وهو ما فجّر صراعًا على السلطة أغرق البلاد في دوامة من العنف والنزوح، وأدى إلى واحدة من أسوأ أزمات سوء التغذية في السودان والعالم.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

أطعمة مشوية تعزز صحة الأمعاء

المقالة التالية

لماذا يطرق الصداع رأسك عند ترك الكافيين؟