يثير التنبؤ بالنوبة القلبية جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، مدفوعًا بمقاطع فيديو تدعي وجود علامات تحذيرية تظهر قبل شهر كامل من وقوع الأزمة.
ورغم انتشار هذه الادعاءات، يؤكد خبراء طبيون أن معظمها يفتقر إلى الدقة العلمية، بل إن بعضها قد يكون خطيرًا لتشابهه مع أعراض حالات طبية طارئة أخرى مثل السكتة الدماغية، مما يستدعي تدقيقًا لهذه المعلومات المتداولة.
تنتشر معلومات مغلوطة تربط بين أعراض شائعة مثل الدوخة والغثيان المستمر، أو الصداع والإرهاق الشديد، وبين احتمالية وقوع نوبة قلبية وشيكة.
ويوضح الأطباء أن هذه الأعراض عامة جدًا وقد تحدث لأسباب عديدة كالجهد أو مشكلات في الجهاز الهضمي، ورغم أن الغثيان والدوخة قد يظهران أثناء النوبة القلبية نفسها، إلا أنهما ليسا علامتين يمكن الاعتماد عليهما في التنبؤ بالنوبة القلبية قبلها بأسابيع.
الأخطر من ذلك هو الادعاء بأن الخدر أو التنميل المفاجئ في جانب واحد من الجسم هو علامة مبكرة، وهذا خطأ شائع وخطير؛ فهذا العرض هو أحد أشهر أعراض السكتة الدماغية التي تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا ومختلفًا تمامًا، وبالمثل، فإن تغيرات الرؤية المفاجئة لا ترتبط بالقلب، بل بمشكلات في العين أو الأوعية الدموية بالدماغ.
ويوضح الدكتور راشيت ساكسينا، مدير جراحة القلب، أن هناك بالفعل بعض الإشارات التحذيرية الخفية التي قد تسبق الأزمة القلبية، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر كالسكري وارتفاع ضغط الدم.
ويشير أن التنبؤ بالنوبة القلبية قد يكون ممكنًا عبر الانتباه لأعراض مثل ظهور حموضة غير مبررة، أو ضيق في التنفس عند ممارسة أنشطة معتادة، أو تعب غير مألوف، أو انزعاج مبهم في الصدر يزول مع الراحة.
أما فيما يتعلق بالترويج لمكملات عشبية مثل “الشيلاجيت” كحل وقائي، فتحذر الدكتورة ألماس فاطمة، طبيبة عامة، من غياب أي دليل علمي موثوق يثبت قدرة هذا المكمل على منع النوبات القلبية لدى البشر، مؤكدة أن الأبحاث المتوفرة محدودة جدًا وأغلبها أجري على حيوانات، وبالتالي، فإن الاعتماد على مكملات غير خاضعة للرقابة بدلًا من الأساليب المثبتة علميا للحفاظ على صحة القلب يعد أمرًا محفوفًا بالمخاطر.