قد يبدو التوست خيارًا خفيفًا وسريعًا على مائدة الإفطار، لكنه بالنسبة للدكتور فهد الخضيري، المختص في أبحاث المسرطنات، يحمل أكثر مما يظهر على السطح.
وحذر الخضيري، في منشور له عبر منصة «إكس»، من خطورة هذا النوع من الخبز، واعتباره أحد أكثر المسبّبات لارتفاع السكر وزيادة الوزن، حتى ولو كان مصنوعًا من «البر».
يقول الخضيري «لا يُعد خبز التوست خيارًا صحيًا بكل أنواعه، حتى البر منه (أي المصنوع من القمح الكامل)»، مضيفًا: «شريحة واحدة منه تعادل 75 سعرة حرارية». لكن الرقم وحده لا يكفي لفهم التحذير. فالمشكلة لا تكمن فقط في السعرات، بل في الطريقة التي يُصنع بها التوست. إذ يعتمد، بحسب الخضيري، على مضافات ومحسنات ومثبتات صناعية «تجعل العجينة تنتفش لتعطي الشكل المربع المعتاد».
يرتبط التوست بما يُعرف في علم التغذية بـ«المؤشر الجلايسيمي المرتفع»، ما يعني أنه يرفع مستويات السكر في الدم بسرعة. هذه القفزات المفاجئة تجهد البنكرياس، وتؤدي بمرور الوقت إلى اضطرابات في تنظيم الإنسولين، الأمر الذي يرتبط بالسمنة ومقدمات السكري.
وإذا كان التوست متهمًا، فإن «التميس» لم يخرج بريئًا من التهمة. فهو الآخر، وفق الخضيري، غني بالسعرات ويرفع السكر في الدم، ما يجعله «خيارًا ثقيلًا» على الصحة، خاصة إذا أُكل بشكل يومي ضمن أنماط غذائية غير متوازنة.
وسط هذه التحذيرات، لا يكتفي الخضيري بإثارة القلق، بل يقدّم بدائل واضحة. فهو يرى أن «أفضل أنواع الخبز» هو ما يُعرف محليًا بـ«المراهيف الرهيفة» و«القرصان» و«الخبز المفرود الخفيف الشبيه بالقرصان». هذه الأنواع تُعد يدويًا، وتُخبز غالبًا على نار مباشرة أو صفائح ساخنة دون إضافات صناعية، ما يمنحها خفة في الهضم ويقلل أثرها على سكر الدم.
يأتي هذا الطرح في وقت يتزايد فيه الوعي الغذائي في السعودية، خاصة مع ارتفاع نسب السمنة والسكري. وبحسب المؤشرات الصحية الوطنية، يعاني أكثر من 20% من البالغين السعوديين من داء السكري، وتلعب النظم الغذائية دورًا أساسيًا في تطور هذه الحالات.
ما يقدمه الدكتور الخضيري لا ينطلق من خطاب ترهيبي، بل من دعوة لإعادة النظر في عادات تبدو بريئة. فهو لا يحرّم التوست، بل يضعه في سياقه، ويوجه الانتباه إلى ما قد لا نلاحظه في تفاصيل التغليف أو الشكل المثالي لرغيف الخبز. هنا تتقاطع خبرته في أبحاث المسرطنات مع اهتمام متزايد بتأثير التصنيع الغذائي على صحة الأفراد.
ورغم غياب دراسات موسعة محلية توثّق الأثر المباشر للتوست أو التميس على الصحة العامة، فإن التحذير ينضم إلى أصوات متزايدة تطالب بالعودة إلى الطعام البسيط، والخبز النابع من تراث الطهي المحلي، لا من خطوط الإنتاج الصناعية.