تسيطر مجموعة محدودة من الدول على معظم احتياطيات الهيليوم في العالم، وهو غاز أساسي في مجالات الحوسبة الكمومية وصناعة الرقائق والتصوير الطبي، ما جعله موردًا إستراتيجيًا بالغ الأهمية بعد أن كان يُستخدم في السابق لتعبئة البالونات.
وأظهرت تقارير أن الخلل الكبير في توزيع الاحتياطيات يجعل مخاطر إمدادات الهيليوم ذات طابع هيكلي لا دوري، إذ يعتمد إنتاجه على عدد محدود من حقول الغاز الطبيعي، وليس على عمليات الاستكشاف الجديدة.
تشير التقديرات إلى أن الاحتياطيات العالمية من الهيليوم، حتى وفق معدلات الإنتاج الحالية، تكفي لبضعة عقود فقط من الاستهلاك، ما يجعل تسعير الغاز ومستوى الوصول إليه رهينًا بعوامل الجغرافيا السياسية أكثر من العوامل الجيولوجية.
حتى بمعدلات الإنتاج الحالية، لا تعادل الاحتياطيات العالمية سوى بضعة عقود من الاستهلاك، مما يعني أن التسعير والوصول سيعتمدان على الجغرافيا السياسية أكثر من الجيولوجيا.
تُظهر البيانات، المستمدة من تحليلات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) و”فرونتيرز”، حجم موارد الهيليوم المؤكدة والمحتملة لكل دولة، مُصوَّرة بشكل يعكس الهيمنة والتبعية. ورغم ذلك، تظل الأرقام تقديرية، مقيدة بتقارير غير واضحة وبمعدلات استرداد متفاوتة تعتمد على إنتاج الغاز الطبيعي.
تشير البيانات، إلى أن الولايات المتحدة تمتلك نحو 20.6 مليار متر مكعب من الهيليوم، ما يمنحها أكبر حصة فردية رغم أن الاحتياطيات المؤكدة أقل وتأتي قطر في المرتبة الثانية بحوالي 10.1 مليار متر مكعب، مع حقل غاز كبير غير مصاحب في حقل الشمال، تليها الجزائر بحوالي 8.2 مليار متر مكعب يعتمد تعافيها على حقول الغاز الطبيعي . أما روسيا فتقدر مواردها بنحو 6.8 مليار متر مكعب مع إمكانات إنتاج متزايدة، بينما تصل تقديرات كندا إلى نحو 2.0 مليار متر مكعب، وتشير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إلى 70 مليار قدم مكعب . وتأتي الصين في المرتبة الأخيرة بحوالي 1.1 مليار متر مكعب، مع قاعدة موارد أصغر معروفة.
ويقُدِّر حجم سوق الهيليوم العالمي بنحو 4.1 مليار دولار أمريكي في 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 6.06 مليار دولار بحلول 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6.7% بين 2025 و2030. ويُعزى ذلك إلى تزايد استخدام الهيليوم في صناعات متعددة مثل الطيران والدفاع والطب والإلكترونيات والكهرباء والطاقة وغيرها.
غاز غير متجدد: يتسرب الهيليوم من الغلاف الجوي بمجرد إطلاقه، مما يجعل كل متر مكعب منه عمليًا غير قابل لإعادة التدوير.
الاستخدام في التبريد العميق: يُستهلك أكثر من ٣٠٪ من الهيليوم العالمي لتبريد المغناطيسات فائقة التوصيل في أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي وأنظمة الحوسبة الكمومية.
تراجع الاحتياطي الأمريكي: يقوم الاحتياطي الفيدرالي للهيليوم، الذي كان أكبر مخزون عالمي، ببيع أصوله وتقليص عملياته، ما يزيد من تقلبات العرض.
إنتاج ثانوي مرتبط بالغاز الطبيعي: يُستخرج الهيليوم فقط كمنتج ثانوي من الغاز الطبيعي، ما يعني أن التحول نحو الطاقة المتجددة يقلل العرض بشكل غير مباشر.
غياب البدائل الصناعية: لا يوجد أي غاز صناعي يمكن أن يحاكي خصائص الهيليوم من حيث الخمول الكيميائي والخفة ودرجة الغليان المنخفضة للغاية، ما يجعل ندرته مطلقة وليست نسبية.
اقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| أكبر منتجي الغاز الطبيعي في العالم
إنفوجرافيك| أغلى مدن العالم في أسعار الغاز 2025
إنفوجرافيك| أكبر الدول المصدرة للغازات المسببة للاحتباس الحراري
