logo alelm
أمريكا والصين تستأنفان محادثات الرسوم الجمركية.. محاولة جديدة لتمديد الهدنة التجارية

في مدينة هادئة تعيش ذروة الصيف الإسكندنافي، يستعد مفاوضون أمريكيون وصينيون للقاء ثالث من نوعه هذا العام، غدًا الاثنين، في محاولة أخيرة لتمديد هدنة تجارية هشّة تنتهي في 12 أغسطس المقبل.

المفاوضات التي تجري في ستوكهولم تُعد، وفق بعض المحللين، «الفرصة الأخيرة» لتفادي موجة من الرسوم الجمركية العقابية قد تتجاوز 100%، ما يهدد بتقويض سلاسل التوريد العالمية ويدفع الاقتصاد العالمي إلى حافة جديدة من التوتر.

ويقود وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفنج هذه الجولة الحاسمة، التي تأتي بعد اتفاق أولي جرى التوصل إليه في يونيو لوقف التصعيد بين الطرفين. لكن الاتفاق كان مؤقتًا، والموعد النهائي لتمديده يقترب بسرعة، ما يضع الطرفين أمام خيارين، التفاهم أو الانزلاق مجددًا إلى حرب تجارية مدمّرة.

«ستوكهولم ستكون أول جولة تفاوض حقيقية» كما يصفها بو تشينجيوان، شريك في شركة بلينوم الاستشارية في شنغهاي، مضيفًا أن الاجتماعين السابقين في جنيف ولندن «انشغلا بخفض الرسوم الثلاثية وتبادل الشكاوى التقنية دون الغوص في جوهر الخلاف».

وفي حال فشل المحادثات، ستعود الرسوم الجمركية إلى مستوياتها القصوى: 145% على الواردات الصينية إلى أمريكا، و125% على السلع الأمريكية إلى الصين.

لن يقتصر هذا التصعيد على تبادل الأذى التجاري، بل سيلقي بظلاله على صناعات دقيقة كأشباه الموصلات، والمغناطيسات النادرة، والمواد الخام الحساسة التي تُستخدم في الصناعات العسكرية والذكية.

ويمتلك الصينيون ورقة ضغط ثقيلة، هي الهيمنة على سوق المعادن النادرة، وهي معادن تُستخدم في كل شيء من صواريخ «باتريوت» إلى محركات ماسحات الزجاج في السيارات.

ما المطالب الأمريكية؟ وماذا تريد بكين بالمقابل؟

تسعى واشنطن إلى إحداث تحول هيكلي في الاقتصاد الصيني، بإزاحة التركيز عن التصدير والتوسع العقاري، وتشجيع الاستهلاك الداخلي.

وعبر وزير الخزانة الأمريكي صراحة عن هذا التوجه، قائلًا: «نريد من الصين أن تنهي أزمة العقارات وتبني شبكة أمان اجتماعي لتحفيز الإنفاق الداخلي».

بالمقابل، تطالب بكين بتقليص الرسوم المتعددة المفروضة على صادراتها، والتي تصل حاليًا إلى 55% على معظم السلع، وتخفيف القيود على تصدير التكنولوجيا الأمريكية، وخاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات.

وربطت بكين تخفيف العجز التجاري الأمريكي معها -الذي بلغ 295.5 مليار دولار في 2024- بتسهيل هذه الصادرات.

هل يُمكن لترامب وشي أن يلتقيا قريبًا؟

في خلفية كل هذه الجولات، تدور تكهنات حول لقاء محتمل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج في أكتوبر المقبل.

وألمح ترامب مؤخرًا إلى أنه «سيتخذ قرارًا قريبًا» بشأن زيارة محتملة إلى الصين، وهي خطوة ترتبط مباشرة بمخرجات جولة ستوكهولم.

نائبة رئيس معهد آسيا للسياسات، ويندي كاتلر، ترى أن هذه المحادثات «تشكل فرصة لتمهيد الطريق أمام زيارة رئاسية تحمل طابعًا رمزيًا واستراتيجيًا معًا».

ما موقع أوروبا والآخرين من هذه اللعبة؟

على هامش هذه الجولة، التقت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مع ترامب في ملعبه الخاص في إسكتلندا، لمحاولة الوصول إلى اتفاق مبدئي يفرض رسومًا بنسبة 15% فقط على معظم السلع الأوروبية.

وقال ترامب، الذي يمارس ضغوطًا متصاعدة على شركاء تجاريين مثل اليابان وفيتنام والفلبين، إن حظوظ الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي «خمسون في المئة»، مؤكدًا أن بروكسل «تسعى بشدة لعقد اتفاق».

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

النصر يقدم عرضًا لضم أنتوني.. إليك أبرز أرقامه وإنجازاته

المقالة التالية

ترامب يلتقي فون دير لاين لحسم اتفاق تجاري ينقذ أوروبا من حرب تجارية