وافقت الولايات المتحدة والصين على تمديد الهدنة التجارية بينهما لمدة 90 يومًا إضافيًا، وذلك قبل ساعات فقط من الموعد النهائي الذي كان من شأنه أن يعيد إشعال حرب الرسوم الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم، في خطوة جلبت ارتياحًا مؤقتًا للأسواق العالمية. هذا القرار، الذي وقعه الرئيس دونالد ترامب، يمنع تصعيدًا كارثيًا لكنه يترك الباب مفتوحًا أمام مستقبل غامض للعلاقات التجارية بين ترامب والصين.
ويأتي هذا الاتفاق ليوقف زيادة كانت مقررة في الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الصينية من 30% إلى 64%. ويحافظ التمديد على الوضع الراهن الذي تم التوصل إليه في اتفاق الهدنة الأصلي، والذي شهد خفض الرسوم الجمركية من مستويات قياسية بلغت 145%، وأعاد تشغيل تدفق المعادن الأرضية النادرة الحيوية من الصين.
كما جاء القرار بعد جولة ثالثة من المحادثات التجارية المكثفة التي عُقدت في السويد، وسبقتها جولات في جنيف ولندن. ورغم أن المسؤولين الصينيين كانوا قد أعلنوا عن التوصل لاتفاق لتمديد الهدنة، إلا أن المسؤولين الأمريكيين نفوا ذلك في البداية، مؤكدين أن القرار النهائي بيد ترامب، الذي أبدى لاحقًا مرونة بقوله: “علاقتي بالرئيس شي ممتازة”.
على الرغم من تمديد الهدنة، لا تزال هناك قائمة طويلة من القضايا الخلافية التي لم يتم حلها بين الولايات المتحدة والصين، والتي ستكون محور المفاوضات خلال الـ 90 يومًا القادمة. وتشمل هذه الملفات:
شراء النفط الروسي.. حذر وزير الخزانة الأمريكي نظراءه الصينيين من أن استمرار شراء النفط الروسي قد يؤدي إلى فرض رسوم جمركية ضخمة قد تصل إلى 500%. ويأتي هذا التهديد في سياق سياسة ترامب الأوسع، حيث هدد الهند مؤخرًا بعقوبات مماثلة.
دعم روسيا.. أعربت واشنطن عن قلقها البالغ إزاء مبيعات الصين لروسيا ما قيمته 15 مليار دولار من المعدات التكنولوجية ذات الاستخدام المزدوج (المدني والعسكري)، بالإضافة إلى شرائها للنفط الإيراني الخاضع للعقوبات.
المعادن الأرضية النادرة.. لا يزال ترامب يرى أن الصين لم تفِ بالتزاماتها بزيادة صادرات مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة.
تطبيق تيك توك.. تواصل الولايات المتحدة سعيها لإيجاد مشترٍ أمريكي للتطبيق المملوك لشركة صينية، مهددة بحظره إذا لم يتم ذلك.
ترى ويندي كاتلر، المفاوضة التجارية الأمريكية السابقة، أن إدارة ترامب أبدت نهجًا أكثر تصالحية تجاه الصين في الأسابيع الأخيرة، مرجحة أن يكون ذلك تمهيدًا لعقد قمة بين ترامب والرئيس شي. وتتوقع أنه في حال استجابت الصين للمطالب الأمريكية بشأن النفط الروسي، فإن ذلك سيتم “بهدوء وتدريجيًا” وليس عبر إعلان صاخب من ترامب.
وبشكل عام، يمنح تمديد الهدنة الشركات والمستثمرين مهلة قصيرة، لكنه لا يحل المشاكل الجوهرية. فالأشهر الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة لتحديد ما إذا كان ترامب والصين سيتوصلان إلى اتفاق تجاري دائم، أم أن العالم سيواجه جولة جديدة وأكثر شراسة من حرب الرسوم الجمركية.
اقرأ أيضًا:
أمريكا والصين تستأنفان محادثات الرسوم الجمركية.. محاولة جديدة لتمديد الهدنة التجارية
ماذا يعني خفض الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين 3 أشهر؟
الرئيس الصيني عن الرسوم الجمركية: تضر الاقتصاد العالمي
