اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، عصر اليوم الأحد، في منتجع ترنبرِي الجولفي بإسكتلندا، لإبرام اتفاق تجاري ينهي شهورًا من التوتر بين ضفّتي الأطلسي.
وتأتي هذه القمة الثنائية في لحظة حرجة، قبل أيام من دخول رسوم أمريكية تصل إلى 30% حيّز التنفيذ على صادرات أوروبية تقدر بمئات المليارات. بينما يسعى الطرفان للتوصل إلى تسوية تجارية تقضي بفرض تعريفة جمركية موحدة بنسبة 15% على معظم الواردات الأوروبية، ما يُعتبر بمثابة تسوية غير مثالية ولكنها ضرورية لتفادي التصعيد.
قال وزير التجارة الأمريكي هوارد لَتنيك في تصريح لبرنامج «فوكس نيوز صنداي» إنّ «السؤال الحقيقي هو: هل تقدم أوروبا عرضًا جيدًا بما يكفي ليعدل الرئيس ترامب عن تطبيق الرسوم المرتفعة؟»، مضيفًا: «من الواضح أن الأوروبيين يريدون الاتفاق… ويحتاجونه».
اختار ترامب أن يعقد الاجتماع في ملعبه الخاص للجولف في ترنبرِي، في مشهد يعكس شخصيته التفاوضية الفريدة، التي تمزج بين الرمزية الشخصية والإيقاع السياسي.
وبينما استمتع بجولات الجولف، كانت فرق التفاوض من الجانبين تعقد اجتماعات ماراثونية بشأن القطاعات الأكثر تضررًا: السيارات، الفولاذ، الألمنيوم، والأدوية.
قال مسؤول أمريكي، فضّل عدم الكشف عن اسمه: «نحن متفائلون بحذر بأننا سنصل إلى اتفاق… لكن لا شيء يُحسم حتى يُوقَّع». فيما أجرت بعثات الدول الأوروبية، خلال وجودها في رحلة دبلوماسية إلى غرينلاند بتنظيم من الرئاسة الدنماركية للاتحاد، مكالمة طارئة للتوافق على حدود التفويض الممنوح لفون دير لاين في التفاوض.
بحسب مسؤولين أوروبيين، فإنّ التسوية المرجحة تتضمن:
يواجه الاتحاد الأوروبي تهديدات جمركية على أكثر من 70% من صادراته إلى الولايات المتحدة، تشمل:
ووفقًا لدبلوماسيين أوروبيين، فإنّ فرض الرسوم الجديدة «قد يُدمّر شرائح كاملة من التجارة العابرة للأطلسي». ورغم أنّ نسبة الـ15% المقترحة تمثل تسوية أقل بكثير من الطموح الأوروبي الأصلي بـ«صفر مقابل صفر»، إلا أنها تتيح الحد الأدنى من الاستقرار التجاري.
واستلهمت المفوضية الأوروبية من الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة واليابان، الذي وُقِّع الأسبوع الماضي، ويشمل تعريفة موحدة بنسبة 15%. وحرص فريق فون دير لاين على التشاور مع نظرائهم اليابانيين في تحضيرهم للقمة الإسكتلندية.
من وجهة نظر ترامب، الذي يسعى لإعادة صياغة النظام التجاري العالمي، يُمثّل التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي إنجازًا تتجاوز قيمته الاتفاقات السابقة مع كل من بريطانيا واليابان وإندونيسيا وفيتنام. فقد صرّح للصحفيين فور وصوله إلى إسكتلندا مساء الجمعة بأنّ «بروكسل تريد الصفقة بشدة»، مُقدّرًا احتمالات التوصل إلى اتفاق بنسبة «50-50».
وبينما تجري مفاوضات اليوم فوق عشب ملعب جولف، فإن ما يُناقش يحمل وزن الاقتصاد العالمي. ومع اقتراب موعد سريان الرسوم الأمريكية الجديدة، تبدو الساعات القادمة حاسمة لمسار العلاقات التجارية عبر الأطلسي، وسط توازن هشّ بين رغبة الأوروبيين في تجنّب التصعيد، وميل ترامب للذهاب حتى النهاية.