تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تظهر فيها شاهقة مائية ضخمة على سواحل منطقة رابغ الواقعة غرب المملكة. وقال المتحدث الرسمي للمركز الوطني للأرصاد السعودية، حسين القحطاني، إن “شاهقة رابغ” المائية لامست الشاطئ لأول مرة وتسببت في ارتفاع مستوى الأمواج باعتبارها الأقوى. مؤكدًا أن إدارة البحث والتطوير بالمركز تعمل على دراسة تلك الحالة الخاصة، بحسب وصفه عبر منصة X.
هي ظاهرة جوية تتكون من عاصفة على شكل عمود أو دوامة من الهواء والضباب، وعلى الأغلب تتكون تلك الشاهقة عند مرور الهواء البارد فوق المياه الدافئة في أماكن الضغط الجوي المنخفض، وهي ظاهرة تصاحب العواصف الرعدية الشديدة والأمطار الغزيرة. وتحدث الأعاصير المائية بشكل كبير في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وهناك نوعان منها: الأول هي شاهقة مائية تتكون في الظروف الجوية الهادئة بسبب الاختلاف البسيط في سرعة الرياح، والنوع الآخر ينشأ في الظروف الجوية الصعبة التي تنتج الأعاصير.
وتنتشر الشاهقة المائية بشكل أكبر في دول البحر المتوسط مثل إيطاليا وصقلية، في الفترة من نهاية الصيف وبداية الخريف، عندما تصل درجات حرارة سطح البحر لأعلى مستوى، لأن المياه الدافئة تخلق الروف المناسبة لتكوين عمود الماء. وعادة ما تتكون الأعاصير المائية فوق المسطحات المائية الدافئة مثل البحار والمحيطات، وهي تتكون بشكل أكبر في الطقس الجيد. أما الأعاصير الأخرى فتتكون فوق الأرض وتكون مرتبطة بالعواصف الرعدية الشديدة والتي تحتوي على تيارات هوائية صاعد تُعرف باسم “الأعاصير المتوسطة”، ولذلك فهناك اختلاف كبير بينهما.
الشاهقة المائية هي ظاهرة نادرة الحدوث داخل مدن السعودية، ولكنها حدثت من قبل في فترات متباعدة نتيجة للتقلبات الجوية. ومن الطبيعي أن تحدث الشاهقة المائية فوق البحر وليس الأرض، ولذلك فإن اقترابها من اليابسة كان بمثابة عامل خطورة كبير لما لها من تداعيات جسيمة. وحال تحرك عمود الماء باتجاه الشاطئ، تبدأ هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في إطلاق تحذيرات من احتمال حدوث أعاصير بما يترتب عليه أضرار وإصابات للأشخاص. وفي أغلب الأحوال تزول الأعمدة المائية بسرعة باقترابها من اليابسة ونادرًا ما تجاوز المناطق الداخلية.
وتتراوح سرعة الرياح في الأعاصير المائية في الطقس الجيد من 80 كم/ساعة إلى 200 كم/ساعة.
الأعاصير المائية أكثر خطورة من نظيرتها الأرضية، وفي كثير من الأحوال تكون مدمرة على غرار الأرضية لأنها تنتج سرعات رياح قوية. وقد تتسبب الشواهق المائية في تدمير توربينات الرياح والأبراج بسبب الرياح الشديدة والحطام المتطاير في الهواء. وفي حين أن الأعمدة المائية التي تتشكل في الطقس الجيد أقل خطورة، إلا أنها تترك احتمالات أقل في التسبب بأضرار جسيمة.
وحتى الآن لا توجد معلومات واضحة حول ارتباط الشواهق المائية بتغير المناخ، ففي حين أثبتت الدراسات أن تغير درجة حرارة المسطحات المائية هي السبب الأول في حدوثها، إلا أن تلك الأبحاث لم تثبت بشكل قاطع أن السبب وراء ذلك هو تغير المناخ.
اقرأ أيضًا: أغرب الروبوتات في العالم
