logo alelm
إنفوجرافيك| جورجيا ميلوني.. رئيسة وزراء إيطاليا المثيرة للجدل

أثارت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، الجدل خلال قمة السلام التي عُقدت في شرم الشيخ في مصر، أمس الإثنين، وذلك لتوقيع اتفاقية إنهاء الحرب في غزة بين حماس وإسرائيل، بحضور قادة من الدول العربية ودول العالم.

وتصدر اسم ميلوني الأخبار في الصحفي المحلية والعالمية بسبب عدة مواقف جمعتها مع بعض الرؤساء مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ووصف ترامب خلال تحدثه في القمة ميلوني بأنها “امرأة شابة وجميلة”، مؤكدًا أن هذا الوصف يُعد مجازفة لأنه أمر غير مرحب به في الولايات المتحدة وقد ينهي مسيرته السياسية.

من جانبه، دعا الرئيس التركي ميلوني للإقلاع عن التدخين خلال مصافحة بالأيدي بينهما على هامش القمة، قائلًا: “أنتِ جميلة لكن عليّ أن أجعلك تتوقفين عن التدخين”، لترد رئيسة الحكومة الإيطالية بأنها تعلم ذلك ويدخل جميع الحضور في موجة من الضحك، ليعلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه أمر مستحيل. وهو المقطع الذي أثار تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

من هي جورجيا ميلوني؟

تعتبر جورجيا ميلوني إحدى أبرز الشخصيات السياسية في إيطاليا، بعد أن أصبحت أول امرأة تتولى منصب رئيسة وزراء البلاد في أكتوبر 2022. وُلدت ميلوني في 15 يناير 1977 بالعاصمة روما، ونشأت في حي غارباتيلا الشعبي تحت رعاية والدتها بعد أن ترك والدها الأسرة وهي طفلة. منذ صغرها، أظهرت ميلوني ميولًا سياسية واضحة، حيث انضمت إلى العمل الطلابي والسياسي في سن الـ15، لتبدأ رحلة طويلة نحو السلطة.

في بداية مسيرتها، انضمت جورجيا ميلوني إلى الحركة الاجتماعية الإيطالية، التي تحولت لاحقًا إلى التحالف الوطني. خلال هذه الفترة، شغلت مناصب قيادية في جناح الشباب، حتى أصبحت رئيسة حركة الشباب في سن الـ27، مما مهد الطريق لدخولها البرلمان لاحقًا. وفي سن الـ29، انتُخبت ميلوني عضوًا في البرلمان الإيطالي، لتبدأ سلسلة من الإنجازات التي ميزت حياتها السياسية.

وحققت جورجيا ميلوني رقمًا قياسيًا عندما أصبحت أصغر وزيرة في تاريخ الجمهورية الإيطالية، إذ تولت حقيبة الشباب في حكومة برلسكوني عام 2008 وهي في سن الـ31. ومنحها هذا المنصب منصة بارزة، وسمح لها بتوسيع تأثيرها السياسي على المستوى الوطني، كما أكسبها خبرة في التعامل مع التحديات الحكومية والإعلامية.

وفي عام 2012، أسست ميلوني حزب “إخوة إيطاليا”، الذي أصبح فيما بعد القوة الأساسية في اليمين الإيطالي. وعملت في هذه الفترة على تطوير الحزب ورفع شعبيته من خلال خطاب سياسي يمزج بين القومية والمحافظة، مع التركيز على الهوية الإيطالية ورفض سياسات الاتحاد الأوروبي التي تراها مضرة بمصالح البلاد. وخلال السنوات التالية، أصبحت جورجيا ميلوني رئيسة الحزب، ونجحت في تعزيز مكانته ضمن الساحة السياسية الإيطالية والأوروبية، حتى تولت رئاسة تجمع المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين عام 2020.

وكانت تجربة ميلوني في الانتخابات حافلة بالتحديات؛ فقد ترشحت لمنصب عمدة روما عام 2016 ولم تنجح، كما حصل حزبها على نسبة منخفضة في الانتخابات البرلمانية لعام 2013. لكن مع الوقت، وبفضل استراتيجيتها في تعديل خطابها السياسي وتقديم نفسها كقائدة قوية وملتزمة، استطاعت جورجيا ميلوني أن تحقق تقدمًا كبيرًا في نتائج الانتخابات، مما مهد الطريق لفوزها الساحق في انتخابات سبتمبر 2022، حيث حصل حزبها على 26% من الأصوات، وأتاح لها النظام الانتخابي تشكيل حكومة قوية.

ومن أبرز سمات قيادة جورجيا ميلوني تركيزها على القضايا الوطنية والدفاع عن القيم التقليدية، مع تعزيز موقف إيطاليا على الصعيد الدولي. خلال حملتها الانتخابية، حافظت على خطاب معتدل تجاه الاتحاد الأوروبي، ودعمت أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي، مما أكسبها قبولًا واسعًا حتى بين القوى الأوروبية المعتدلة.

وبعد فوزها، أصبحت جورجيا ميلوني أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في تاريخ إيطاليا، وقادت أول حكومة يمينية متطرفة منذ الحرب العالمية الثانية، محققة إنجازًا تاريخيًا في السياسة الإيطالية. قيادتها تمثل نقطة تحول للمرأة الإيطالية في الساحة السياسية، وتؤكد أن المثابرة والعمل المبكر في السياسة يمكن أن يؤدي إلى أعلى المناصب، رغم التحديات والانتقادات التي واجهتها على طول الطريق.

اقرأ أيضًا:
ترامب والسيسي وقادة العرب يوقعون وثيقة تاريخية تنهي حرب غزة
ماكرون من شرم الشيخ: سندرب قوات أمن فلسطينية
ترامب في لقاء مع السيسي: الشرق الأوسط يعيش فترة متميزة

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

بطولة الجبيل.. مواطنان ينقذان محل سيارات من حريق كارثي

المقالة التالية

إنفوجرافيك| بعد إثارتها الجدل في لبنان.. ما هي بكتيريا الزائفة الزنجارية؟