توفيت الإعلامية والممثلة اللبنانية يمنى شري، اليوم الخميس، عن عمر ناهز 55 عامًا، لتطوي بذلك صفحة من تاريخ الإعلام اللبناني، وتترك خلفها إرثًا من المحبة في قلوب جمهور واسع واكب مسيرتها منذ انطلاقتها في تسعينيات القرن الماضي.
وسادت حالة من الصدمة والحزن العميق في الأوساط الإعلامية والفنية في لبنان، حيث امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بعبارات الرثاء والتعبير عن الأسى لفقدانها.
وفقًا لتقارير عربية متطابقة، كشفت مصادر مقربة من الراحلة أن سبب الوفاة يعود إلى معركة استمرت شهرين مع مرض سرطان الرئة، الذي تم تشخيصه في مرحلة متقدمة، حيث كانت تعاني من ورم خبيث دون علمها المسبق.
وأوضح الإعلامي اللبناني جوزيف حويك أن حالة يمنى شري الصحية كانت قد تدهورت بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية بعد إصابتها بجلطة دماغية، ما أدخلها في غيبوبة حالت دون قدرتها على التواصل مع محيطها، ونُقلت على إثرها إلى المستشفى لتلقي الرعاية اللازمة حتى وافتها المنية.
وفور إعلان الخبر، سارع عدد من أبرز الشخصيات الإعلامية والسياسية في لبنان إلى نعيها، وغرّد الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان عبر حسابه على منصة “إكس” قائلاً: “خبر مفجع.. رَحَلَت يمنى شرّي الصديقة والرفيقة والإعلامية التي أشرقت في المستقبل والقلوب.. رَحَلَت (القمر عالباب).. قلبي حزين”.
كما نعاها وزير الإعلام اللبناني، بول مرقص، الذي كتب: “تبلّغت بأسى كبير وفاة الإعلامية يمنى شري بعدما تركت بصمة محبة لا تنسى في المشهد الإعلامي اللبناني”.
ويُذكر أن مسيرة الراحلة يمنى شري، المولودة عام 1970، انطلقت من إذاعة “صوت الشعب”، بعد حصولها على شهادة في الأدب الفرنسي من جامعة القديس يوسف، وأخرى في الإعلام من الجامعة اللبنانية.
وسطعت نجوميتها في التسعينيات عبر شاشة “قناة الجديد”، ثم أصبحت وجهًا أساسيًا على شاشة “تلفزيون المستقبل”، حيث قدمت مجموعة من أشهر البرامج التي حظيت بشعبية واسعة، مثل “يا حاضر يا ماضي” و”الليل المفتوح” و”طل القمر واحلو السهر”، والتي رسخت لقب “قمر الشاشة” في أذهان متابعيها.
ولم تقتصر مواهبها على الإعلام، بل امتدت لتشمل التمثيل، حيث شاركت في أعمال درامية لبنانية ناجحة أبرزها مسلسلا “الباشا” و”هند خانم”.
يُعرَّف سرطان الرئة، المرض الذي أودى بحياة الإعلامية يمنى شري، بأنه حالة تنجم عن انقسام غير منضبط للخلايا في أنسجة الرئة، ما يؤدي إلى تكوين أورام خبيثة تعيق وظائف الجهاز التنفسي الحيوية.
ويشكل هذا المرض أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا وفتكًا على مستوى العالم، وغالباً ما يُطلق عليه “القاتل الصامت” نظرًا لأن أعراضه لا تظهر بوضوح في مراحله المبكرة.
وينقسم سرطان الرئة بشكل أساسي إلى نوعين رئيسيين، هما سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة وهو الأكثر شيوعًا ويمثل أكثر من 80% من الحالات، وسرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة، الذي يعتبر أسرع نموًا وأكثر شراسة في انتشاره إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وتُصنف مراحل المرض من المرحلة صفر (الموضعية) إلى المرحلة الرابعة (المنتشرة)، حيث يكون السرطان قد انتقل إلى أعضاء أخرى، ما يجعل علاجه أكثر صعوبة.
وفيما يتعلق بالأعراض، فإنها قد تتشابه مع أمراض أقل خطورة، وهو ما يؤخر التشخيص في كثير من الأحيان، وتشمل العلامات التحذيرية سعالًا مزمنًا يزداد سوءًا مع مرور الوقت، وصعوبة في التنفس، وألماً في الصدر، وبحة في الصوت، وفقدانًا غير مبرر للوزن والشهية، بالإضافة إلى سعال مصحوب بالدم في بعض الحالات المتقدمة.
ونظرًا لأن هذه الأعراض قد لا تظهر إلا بعد تقدم المرض، يؤكد الأطباء على أهمية الفحص المبكر للأشخاص الأكثر عرضة للخطر.
وتُعدّ عادة التدخين، بجميع أشكاله، المسبب الرئيسي لنحو 80% من وفيات سرطان الرئة، إلا أن ما يقارب 20% من المصابين هم من غير المدخنين.
وتشمل عوامل الخطر الأخرى التعرض للتدخين السلبي، وتلوث الهواء، والتعرض لمواد مسرطنة في بيئة العمل مثل الأسبستوس والرادون، بالإضافة إلى وجود تاريخ عائلي للمرض.
ويعتمد التشخيص على سلسلة من الإجراءات تبدأ بالفحص السريري، تليها صور الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب ويتم تأكيد الإصابة عبر أخذ خزعة من النسيج المشتبه به لفحصها مجهريًا.