أصدرت مجلة سميثسونيان العلمية قائمتها السنوية لأفضل كتب العلوم لعام 2025، مستعرضة أبرز العناوين التي تجمع بين الابتكار العلمي والتحليل العميق للظواهر الطبيعية والتقنيات الحديثة وتداعيات الذكاء الاصطناعي، والماضي المظلم لعلم المتاحف، إضافة إلى التحولات البيئية المتسارعة في ألاسكا.
عشر كتب جرى اختيارها من ترشيحات المساهمين في مجلة سميثسونيان، لتقدّم للقارئ قراءات ثرية تفتح آفاقًا جديدة للتفكير، وتعيد النظر في مفاهيم راسخة، وتدعو إلى التأمل في علاقتنا بالعلم والطبيعة والكون.
هل النهر حي؟
ينطلق الكاتب البريطاني روبرت ماكفارلين في كتابه " هل النهر حي؟" من سؤال طرحه على ابنه ليبدأ رحلة حول أنهار العالم، من غابات الإكوادور إلى مجاري المياه الملوثة في الهند وصولًا إلى كندا. وبين المشاهد الطبيعية والشعوب الأصلية، يدعو ماكفارلين إلى رؤية الأنهار ككائنات تستحق الحماية، كما قدّم ماكفارلين رؤية شاعرية وعميقة تدعو إلى إعادة التفكير في علاقتنا بالطبيعة وحماية أنظمتها المهددة.
أنت القابل للاستبدال
في كتابها "أنت قابل للاستبدال"، تسلّط الكاتبة ماري روتش الضوء على التطور المذهل للطب الحديث، من أقدم الأطراف الاصطناعية قبل أكثر من 5000 عام إلى إعادة تشكيل الأجسام بدقة عالية لا يميزها سوى الخبراء الجراحيون. بدءًا من ترقيع الجلد وآليات الرئة الحديدية، كما تستعرض روتش تاريخ الطب بأسلوب فضولي وفكاهي، مسلطة الضوء على الجهود الإنسانية لمساعدة أجسادنا وشفائها، مقابل الإنجازات الطبيعية عبر ملايين السنين.
معركة الانفجار العظيم
في كتابهما "معركة الانفجار العظيم"، يستكشف عالم الفيزياء الفلكية نيايش أفشوردي ومروج العلوم ومستخدم اليوتيوب فيل هالبر، أسئلة الكون المبكر التي تتجاوز نموذج الانفجار العظيم التقليدي. ما انفجر بالضبط؟ هل كان انفجارًا واحدًا أم سلسلة انفجارات أدت إلى أكوان متعددة؟ ، كما يناقش المؤلفان نظريات التضخم الكوني والنماذج الدورية التي تعتبر الانفجار مرحلة انتقالية من كون سابق، ويجمعان بين الفضول العلمي والدهشة أمام عظمة الكون.
جين المستكشف
في كتابه "جين المستكشف"، يوثّق أليكس هاتشينسون رحلات المغامرين عبر التاريخ، من الملاحين البولينيزيين إلى بعثات أستراليا، ويبيّن كيف يمكن لعقلية الاستكشاف توجيه قراراتنا اليومية في الرياضة والعلوم والحياة العامة. يجمع الكتاب بين مغامرات شخصية وقصص مستكشفين مشهورين وتحليل لمخاطر وفوائد الاستكشاف، مؤكّدًا على أهمية تجربة الجديد واكتشافه في أبسط جوانب حياتنا.
المحمول جواً
في كتابه "المحمول جوًا"، يستعرض كارل زيمر عالم الأحياء الهوائية، كيف نستقبل يوميًا تريليونات الخلايا البكتيرية والفطرية في الهواء. تتبع زيمر جهود العلماء بداية الكيميائي الفرنسي لويس باستور إلى دراسة انتشار كوفيد-19، لفهم الحياة المحمولة جوًا واستخداماتها المحتملة، سواء في الطب أو للأسلحة البيولوجية. كما يبرز أن معظم هذه الكائنات لا تضرنا، مؤكدًا أن الغلاف الجوي أكثر من مجرد تهديد بيولوجي، بل هو عالم حي مليء بالفرص والاكتشافات.
إمبراطورية الذكاء الاصطناعي
في كتابها عن OpenAI، تكشف الصحفية كارين هاو، كيف تحولت صناعة الذكاء الاصطناعي إلى "إمبراطورية العصر الحديث". من تطوير ChatGPT إلى استغلال العمالة الرخيصة حول العالم، تبيّن هاو التكاليف البيئية والاجتماعية الهائلة للسعي وراء التقنية، موضحة أن أرباح الصناعة تعود بشكل رئيسي على القمة بينما تتفاقم أوجه عدم المساواة العالمية. ويعد كتابها هو تحقيق استقصائي يسلط الضوء على جوانب غير معروفة لصعود الذكاء الاصطناعي.
عشاء مع الملك توت
في كتابه "عشاء مع الملك توت"، يأخذ الكاتب سام كين القراء في رحلة عبر الزمن ليعيش حياة الحضارات القديمة. من النقش بالأدوات الحجرية وصنع الزوارق البولينيزية، إلى خبز الخبز على الطريقة المصرية وتجربة علاجات الفايكنج، كما يدمج كين بين العلم والخيال ليجسد أصوات وروائح ومذاقات الشعوب الماضية، مقدمًا تجربة أثرية تفاعلية بعيدًا عن الأسلوب التقليدي.
الزوال
في كتابها "الزوال"، توضح مؤرخة العلوم سعدية قريشي، أن الانقراض ليس مجرد اختفاء الحيوانات أو النباتات، بل له معنى أعمق. جميع الكائنات تنقرض في النهاية، وبعضها يترك نسلًا، لكن فكرة الانقراض أصبحت أيضًا جزءًا من الثقافة والسياسة. في القرن التاسع عشر، قبل العلماء الغربيون هذه الفكرة، لكن المستعمرين استخدموها لتبرير اضطهاد بعض الشعوب والثقافات.
تشير قريشي إلى أن الانقراض لا يعني فقط فقدان الأنواع، بل أيضًا فقدان وجود قديم ومهم في العالم. ومن خلال أمثلة مختلفة، مثل حقوق الشعوب الأصلية وفهم انقراض الديناصورات، تشرح كيف شكلت قصص الانقراض طريقة تفكيرنا بالعالم وبالآخرين
شمالًا نحو المستقبل
في كتابه "شمالًا نحو المستقبل"، يصف الباحث بن فايسنباخ تأثير تغيّر المناخ على ألاسكا بطريقة حية ومباشرة. رافق فايسنباخ ثلاثة علماء لفهم البيئة في الولاية، خاصة الغابات الشمالية التي تتغير مع ارتفاع درجات الحرارة. أثناء الرحلات الميدانية، واجه الفريق صعوبات مثل التضاريس الوعرة والدببة الرمادية والبعوض، حتى اضطروا للنوم مع طعامهم وبندقيتهم لحمايتهم.
يشدد فايسنباخ على أهمية متابعة ما يحدث في القطب الشمالي، لأن تغيراته تؤثر على كوكب الأرض كله. أسلوبه السلس يظهر قيمة التعلم المباشر من الطبيعة، ويشير إلى أن الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية واكتساب الخبرة الميدانية يجلب مكافآت وفهمًا أفضل للعالم.
التاريخ الطبيعي
في كتابه الشعري "التاريخ الطبيعي"، يستكشف براندون كيلبورن، عالم الأحياء التطوري، علاقة المتاحف بالعلوم والسلطة والتاريخ. يتناول كيلبورن في 34 قصيدة موضوعات مثل جمع التحف، والاستعمار، وعلاقة البشر بالطبيعة، ويعكس تجربته كرجل أسود في هذا المجال.
يكتب عن كيفية نقل الحيوانات من بلدانها الأصلية إلى المتاحف الأوروبية على سفن كانت تنقل أيضًا العبيد، متسائلًا: "هل ستكون أخلاقنا ثمن الاكتشاف؟". كما يتأمل رحلته عام 2006 إلى جزيرة إليسمير في القطب الشمالي، حيث درس أحافير سمكة تيكتاليك روزي، مشيرًا إلى أن الابتكارات التطورية غالبًا ما يُدرك أهميتها بعد فوات الأوان.و يعكس الكتاب دهشة كيلبورن من الحياة الطبيعية ويظهر كيف تظل الحيوانات منقرضة في المتاحف، مجمّدة في الموت لكن منسية في الحياة.
اقرأ أيضًا :
في اليوم العالمي للفلسفة.. ما نعرفه عن الفلسفة الكلبية أغرب المذاهب الفكرية !














