أصبح مسجد القبلتين، أحد أبرز المعالم الإسلامية والتاريخية في المدينة المنورة، مفتوحًا أمام المصلين والزوار على مدار الساعة، وذلك بناءً على توجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، صدر منتصف هذا الأسبوع.
ويهدف هذا القرار إلى التسهيل على قاصدي المسجد من ضيوف الرحمن وسكان المدينة لأداء الصلوات في جميع الأوقات، ويأتي تتويجًا لمشروع تطويري ضخم شهده المسجد ومحيطه لتعزيز مكانته الدينية وخدمة أعداد متزايدة من الزوار.
ويكتسب المسجد أهميته من كونه الشاهد المادي على حادثة تحويل قبلة المسلمين من المسجد الأقصى في بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة بمكة المكرمة، والتي وقعت في السنة الثانية للهجرة النبوية، مما منحه مكانة فريدة في التاريخ الإسلامي وقلوب المسلمين حول العالم.
يأتي التوجيه الملكي بفتح المسجد بشكل دائم عقب اكتمال مشروع “مسجد ومركز القبلتين الحضاري”، الذي نُفذ تحت إشراف هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة.
صُمم المشروع ليكون نموذجًا معماريًا يدمج بين الهوية التاريخية للمكان وأحدث التقنيات العصرية في البناء والخدمات، ويمتد الموقع العام للمشروع على مساحة إجمالية تتجاوز 265 ألف متر مربع، في حين تبلغ مساحة بناء مسجد القبلتين نفسه حوالي 3900 متر مربع، بطاقة استيعابية ارتفعت لتصل إلى أكثر من 20 ألف مصلٍ.
وشملت أعمال التطوير توفير بنية تحتية متكاملة لخدمة الزوار، حيث تم إنشاء مواقف تتسع لأكثر من 300 حافلة وسيارة، وتصميم ممرات وساحات انسيابية لتسهيل حركة الحشود، وللتكيف مع الظروف المناخية، تم تركيب أكثر من 50 مظلة حديثة مزودة بنحو 100 مروحة رذاذ، تعمل على تلطيف الأجواء في الساحات الخارجية، مما يهيئ بيئة مريحة للمصلين، ويعزز من تجربة زيارة هذا المعلم الإسلامي البارز.
وفي هذا السياق، ثمّن مسؤولون رفيعو المستوى التوجيه الملكي، معتبرين إياه امتدادًا للعناية الفائقة التي توليها القيادة السعودية لبيوت الله والمواقع الإسلامية.
ورفع الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة ورئيس مجلس هيئة تطوير المنطقة، شكره للقيادة على حرصها الدائم لتعزيز الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، مؤكدًا أن الجهات المعنية شرعت فورًا في استكمال الإجراءات التشغيلية لضمان جاهزية مسجد القبلتين للعمل على مدار 24 ساعة.
من جهته، أوضح وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أن هذا القرار يؤكد حرص الدولة على توفير أقصى درجات الراحة لمرتادي بيوت الله، لا سيما المساجد التاريخية مثل مسجد القبلتين.
ولفت أن الوزارة ماضية في تنفيذ مشاريع نوعية لتطوير المساجد بما يواكب مستهدفات “رؤية المملكة 2030“، ويعكس الدور الريادي للسعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، مشيرًا أن المسجد مهيأ بالكامل لاستقبال المصلين في جميع الأوقات مع توفير كافة الخدمات اللازمة.