كثيرًا ما يتم نصحنا بطرح اسئلة معينة في مقابلات العمل، ومن كثرة تكرار هذه الأسئلة أصبحت مبتذلة ومتوقعة، بينما يبرز السؤال السحري في مقابلات العمل ليفهمنا إن كانت هذه الشركة مناسبة للعمل فيها أم لا.
كلنا نحلم بالعمل في وظيفة نحبها، داخل شركة نثق بها، وتشاركنا القيم التي نؤمن بها. لكن القليل منا يعرف كيف يجد هذا النوع من التوافق الحقيقي. المفارقة أن الشركات هي الأخرى تريد الموظف الذي “يناسبها كالقفاز”، فحين تتطابق القيم، يتحقق الالتزام، ويطول البقاء.
تقول الأبحاث إن 93% من البالغين لا يعرفون قيمهم الحقيقية بوضوح. والأسوأ أن معظمهم لا يعرف كيف يكتشف القيم الفعلية للشركات التي يتقدمون للعمل بها. فالمصطلحات مثل “الابتكار”، و”التمكين”، و”التميز” أصبحت شعارات مكررة، أكثر من كونها قيمًا فعلية. الحقيقة أن القيم ليست ما يُكتب في النشرات، بل ما يُمارس فعليًا داخل بيئة العمل.
للكشف عن القيم الحقيقية لأي شركة، هناك سؤال واحد يتجاوز الشعارات:
ما نوع الأشخاص الذين لا ينجحون في هذه الشركة؟
هذا السؤال غالبًا ما يفاجئ مسؤولي التوظيف، لكنه يولّد إجابات صادقة، غير مُحضّرة، تكشف بوضوح ما يُقدَّر فعلًا داخل الشركة.
بعض الأمثلة من مقابلات حقيقية:
مثل هذه الردود تكشف قيمًا حقيقية: هل تُقدَّر الخصوصية؟ التعاون؟ التوازن؟ أم الانضباط والتخصص؟
لمعرفة قيمك بدقة، طوّر فريق عمل أكاديمي أداة تُدعى “جسر القيم” (The Values Bridge). هذا الاختبار يُرتّب قيمك بحسب أهميتها لك، ويفرق بينها وبين الفضائل العامة التي يقدّرها الجميع.
القيم ليست مثالية، بل شخصية. فهي تعكس كيف نريد أن نعيش ونعمل. خذ مثلًا قيمة “الامتداد” (Scope): البعض يسعى نحو التنوّع والمغامرة، والبعض الآخر نحو الهدوء والروتين.
تشمل قائمة القيم أمورًا مثل: الإنجاز، الأسرة، الثروة، التأثير، والراحة النفسية. معرفة هذه القيم يساعدك على تقييم ما إذا كانت ثقافة الشركة تناسبك، قبل أن تقع في فخ وظيفة تبدو جذابة، لكنها تُخالف من تكون.