في الوقت الذي اندلعت الحرب في إيران، وجد عشرات الآلاف من الحجاج الإيرانيين أنفسهم في واحة من الأمان والرعاية داخل المملكة. فبتوجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، انطلقت خطة متكاملة لتقديم دعم استثنائي وشامل لضيوف الرحمن من إيران، لضمان راحتهم وسلامتهم حتى تتهيأ الظروف لعودتهم إلى ديارهم بكرامة.
ولم تكن هذه التوجيهات مجرد كلمات، بل تحولت إلى خطة عمل فورية على الأرض، حيث تم تسخير كافة الإمكانيات لخدمة الحجاج الإيرانيين، لتؤكد المملكة على أن مسؤوليتها تجاه ضيوف الرحمن تسمو فوق أي ظروف سياسية أو إقليمية، وتتحول إلى “لحظة سلام وسط فوضى” بالنسبة لمن تقطعت بهم السبل بعيدًا عن وطنهم.
أشرفت وزارة الحج والعمرة على تنفيذ الخطة التي تضمنت خدمات على مدار الساعة، وتسهيلات تتجاوز الإجراءات المعتادة في مثل هذه الظروف. وقد تم تجهيز الفنادق وأماكن الإقامة بكافة وسائل الراحة اللازمة لضمان إقامة كريمة للحجاج، مع متابعة حثيثة لاحتياجاتهم عبر غرف تحكم تعمل بشكل متواصل.
وكان الهدف الأساسي من هذه المنظومة المتكاملة هو تحقيق غاية واحدة: أن يعود كل حاج إلى بلاده وهو يحمل معه ذكرى طيبة عن الرعاية التي تلقاها، وأن تُحفظ كرامته وتُلبى كافة احتياجاته خلال فترة إقامته الطارئة في المملكة.
وثائقي قصير يستعرض جهود الجهات الحكومية في خدمة الحجاج الإيرانيين وتيسير إجراءات مغادرتهم؛ تنفيذا لتوجيه القيادة #السعودية pic.twitter.com/oXUwoeFXJz
— العربية السعودية (@AlArabiya_KSA) July 2, 2025
ترجمت التوجيهات الملكية على الأرض إلى عملية لوجستية وإنسانية ضخمة، تعكسها الأرقام التالية التي تبرز حجم الجهود المبذولة لخدمة 76 ألف حاج إيراني مغادر:
فعلى الصعيد اللوجستي، تم تأمين أكثر من 200 حافلة لتسهيل النقل البري، ودعمها بأكثر من 2000 رحلة ترددية جوية بين مطار عرعر والمنفذ البري، بهدف تسريع وتيرة مغادرتهم بشكل منظم وآمن. وقد انعكست كفاءة هذه الإجراءات في تحقيق متوسط زمني قياسي لإنهاء إجراءات المغادرة، بلغ 12 دقيقة في المنفذ البري و24 دقيقة في المطار.
أما على الصعيد الإنساني، فقد تم حشد أكثر من 226 متطوعًا لتقديم يد العون والمساعدة، حيث تم تسجيل أكثر من 4500 مساعدة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. كما تم توزيع ما يزيد عن 153 ألف وجبة غذائية، بالإضافة إلى أكثر من 131 ألف هدية تذكارية قُدمت للحجاج كعربون على حسن الضيافة السعودية.