صحة

علماء يكتشفون مكملًا بسيطًا يدمر خلايا سرطان البروستاتا ذاتيًا

أظهرت الأبحاث أن الميناديون يستهدف الخلايا السرطانية بشكل مباشر من خلال استنفاد الدهون التي تُعرف باسم PI(3)P، والتي تُعد أساسية لإعادة تدوير المواد داخل الخلايا

أعلن باحثون في مختبر كولد سبرينج هاربور (CSHL) عن اكتشاف علمي جديد يُعد تقدمًا هامًا في مواجهة سرطان البروستاتا، أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الرجال.

أوضح الباحثون أن مكملًا غذائيًا يُعرف بـ”ميناديون”، وهو أحد مكونات فيتامين ك، يمتلك قدرة فريدة على إبطاء تطور المرض لدى الفئران من خلال تعطيل العمليات الحيوية اللازمة لبقاء الخلايا السرطانية.

سرطان البروستاتا.. عدو صامت ومقاوم للعلاج

يعتبر سرطان البروستاتا من الأمراض التي يمكن علاجها لدى معظم المرضى إذا تم اكتشافه مبكرًا.

ولكن في بعض الحالات، يتطور المرض إلى مراحل متقدمة يصبح فيها مقاومًا لجميع العلاجات المتاحة، مما يجعله أكثر عدوانية وخطورة، ومع ذلك، يقدم الاكتشاف الجديد أملًا في إيجاد علاج فعّال قد يغير مسار التعامل مع هذا المرض القاتل.

كيف يمكن للميناديون استهداف خلايا السرطان؟

أظهرت الأبحاث أن الميناديون يستهدف الخلايا السرطانية بشكل مباشر من خلال استنفاد الدهون التي تُعرف باسم PI(3)P، والتي تُعد أساسية لإعادة تدوير المواد داخل الخلايا.

وعند تعطيل هذه العملية، تصبح الخلايا غير قادرة على إدارة المواد الداخلة إليها، مما يؤدي إلى تراكمها وانفجارها في النهاية.

ويشبه الباحثون هذا التأثير بتعطل مركز نقل كبير مثل مطار، حيث تتكدس المواد بسبب فقدان هوية الشحنات، مما يؤدي إلى انهيار النظام بأكمله.

نتائج التجارب على الفئران وأفق الدراسات البشرية

عند إعطاء الفئران المصابة بسرطان البروستاتا الميناديون، تباطأ تطور المرض بشكل ملحوظ، وبناءً على هذه النتائج المبشرة، يأمل الباحثون في ترجمة هذه الدراسات إلى تجارب على البشر، مع التركيز على الرجال الذين تم تشخيصهم في المراحل المبكرة من المرض.

ويرى الفريق أن استخدام الميناديون كمكمل غذائي في هذه الحالات قد يساعد على إبطاء تطور المرض، مما يمنح المرضى وقتًا أطول للاستجابة للعلاجات الأخرى.

آفاق أخرى.. علاج اعتلال عضلة القلب الأنبوبي

لم تتوقف إمكانيات الميناديون عند علاج سرطان البروستاتا، فقد أظهرت الأبحاث أيضًا إمكانية استخدامه في علاج اعتلال عضلة القلب الأنبوبي، وهو مرض نادر يعيق نمو العضلات لدى الأطفال.

وتمكن الباحثون من مضاعفة أعمار الفئران المصابة بهذه الحالة من خلال استنزاف PI(3)P باستخدام الميناديون، ما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج هذا المرض النادر.

تأثير محتمل على جودة الحياة

في حال نجاح التجارب البشرية مثلما حدث مع الفئران، فإن ذلك يعني توفير خيارات علاجية جديدة يمكن أن تحسن حياة الرجال المصابين بسرطان البروستاتا وتمدد أعمارهم.

كما قد تمنح الأطفال المصابين باعتلال عضلة القلب الأنبوبي فرصة نادرة للاستمتاع بمزيد من الوقت مع عائلاتهم، مما يجعل هذا الاكتشاف بداية حقبة جديدة في علاج الأمراض المستعصية.

المصدر:

scitechdaily