سياسة

من هو “أحمد مسعود” الشاب الأفغاني الذي تخشى “طالبان” مواجهته

يتصدر المشهد الأفغاني اهتمامات المحللين والخبراء السياسيين، حيث يترقب الجميع مستقبل البلاد بعد خروج الولايات المتحدة الأمريكية، وسقوط كابول في قبضة طالبان.
ومن الشخصيات التي تصدرت المشهد الأفغاني خلال الأيام الماضية القيادي الشاب “أحمد مسعود”، ليتسائل الكثيرون عن هويته، وعن الدور المتوقع أن يلعبه في المعادلة الأفغانية خلال الفترة المقبلة.

من هو أحمد مسعود؟

“أحمد مسعود”هو نجل القيادي الأفغاني الراحل “أحمد شاه مسعود”، ولد في العاشر من يوليو 1989، ويبلغ من العمر 32 عاما، ويتمتع بقبول دولي واسع بسبب ابتسامته الهادئة وملامحه الواثقة وطلاقة لسانه خاصة أنه يجيد الإنجليزية.
انشغال والده بالمقاومة لم يمنعه من ارساله لتلقي التعليم خارج البلاد، حيث انهى “مسعود” دراسته الابتدائية في طاجيكستان، ثم انهى المرحلة الثانوية في إيران، قبل أن يلتحق بأكاديمية “ساندهيرست” العسكرية الملكية ببريطانيا ويتخرج منها عام 2012.
ولم يكتفى الشاب الأفغاني الطموح بهذا القدر من التعليم، وحصل بعد ذلك على بكالوريوس في دراسات الحرب من جامعة “كينغر كولينج” بلندن عام 2015 ، ثم نجح في الحصول على درجة الماجستير من جامعة “سيتي” البريطانية.

العودة إلى أفغانستان

بعد الانتهاء من الدراسة قرر “أحمد مسعود” العودة إلى بلاده ليبدأ ممارسة السياسة معتمدا على إرث والده وتاريخه النضالي والذي تبنى الدفاع عن وادي “بنجشير” من الغزو السوفيتي ثم تصدى لممارسات “طالبان” قبل أن يقتل عام 2001 على يد تنظيم القاعدة.
وبعد مرور 18 عاما على مقتل والده، قرر “مسعود” مواصلة مسيرة والده بتأسيس حزبا سياسيا بولاية بنجشير، ليعلن وقتها رؤيته التي تهدف لحكم البلاد بنظام إسلامي معتدل قائم على الحريات، ومناهض لسياسات طالبان والقاعدة.

الدعوة للحوار ولاستعداد للقتال

بعد سقوط أفغانستان في قبضة طالبان، تحصن أحمد مسعود بوادي “بنجشير” وسط الالاف من مناصريه ومؤيديه ليطرح نفسه لاعبا فاعلا في المعادلة الأفغانية الجديدةـ حيث أجرى الشاب الطموح عشرات المقابلات مع مختلف وسائل الاعلام العالمية، طارحا رؤيته لمستقبل البلاد، وداعيا جميع الأطراف للحوار، وملوحا بجاهزيته للقتال في نفس الوقت.
ويسعى “مسعود” لكسب التأييد الدولي لمشروعه ورؤيته، وذلك من خلال كتابة المقالات في العديد من الصحفة الأجنبية البارزة.

موقف طالبان من دعوات “مسعود”

وتشير العديد من التقارير الإعلامية المطلعة على الأوضاع في أفغانستانن إلى زحف مقاتلين من الطاجيك الموالين لـ”مسعود” إلى “كابول”، ولكن يرجح الخبراء أن تميل “طالبان” إلى قبول دعوات “مسعود” للتفاوض، خاصة إذا دخلت روسيا على الخط، لأنها لا ترغب في الاصطدام بأسود بنجشير في الوقت الراهن.