هدد قراصنة إيرانيون بنشر نحو 100 غيغابايت من البيانات الحساسة المسروقة من حسابات تابعة لأوساط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة اعتبرها خبراء الأمن السيبراني محاولة للتأثير في المشهد السياسي الأمريكي، ويأتي هذا التهديد في ظل توتر الأجواء بين إيران والولايات المتحدة في أعقاب الحرب الجوية الأخيرة التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، واختتمتها أمريكا بغارات محدودة على 3 مواقع نووية إيرانية.
في تصريحات لوكالة “رويترز”، أكد القراصنة – الذين يستخدمون الاسم المستعار “روبرت” – أنهم حصلوا على رسائل بريد إلكتروني من شخصيات مقربة من ترامب، من بينهم رئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي ويلز، ومحاميته ليندسي هاليجان، ومستشاره روجر ستون، بالإضافة إلى رسائل تخص الممثلة الإباحية السابقة ستورمي دانييلز.
وأشاروا إلى نيتهم تنظيم عملية بيع لتلك الرسائل، دون الكشف عن الجهة المستهدفة أو محتوى المواد المسروقة.
وصف كاش باتيل، مدير الأمن القومي بالبيت الأبيض، هذا الاختراق بأنه تهديد خطير للأمن القومي، متوعدًا كل من يثبت تورطه بالتحقيق والمحاسبة.
بينما رأت وكالة الدفاع السيبراني CISA أن ما حدث هو حملة دعائية رقمية وليست مجرد اختراق إلكتروني، تهدف لتشويه صورة الرئيس ترامب والإضرار بمساعديه.
في سبتمبر 2024، أصدرت وزارة العدل الأمريكية لائحة اتهام تزعم أن الحرس الثوري الإيراني هو من يقف خلف مجموعة “روبرت”، التي سبق أن قامت بعمليات تسريب مشابهة في مراحل سابقة من الحملة الانتخابية، لكن القراصنة، خلال تواصلهم مع رويترز، امتنعوا عن تأكيد أو نفي هذا الادعاء.
عودة قراصنة إيرانيون إلى الواجهة تزامنت مع انتهاء مواجهة جوية بين إسرائيل وإيران، تخللتها ضربات أمريكية على مواقع نووية، وبحسب مراقبين، فإن هذه الهجمات السيبرانية تمثل ردًا محسوبًا من الجانب الإيراني، في محاولة لإرباك خصومه دون الانزلاق إلى مواجهة عسكرية مباشرة.
من بين المواد التي سبق تسريبها: رسائل توثق ترتيبات مالية تخص ترامب ومحاميه مع المرشح السابق روبرت إف. كينيدي جونيور، بالإضافة إلى نقاشات داخلية لحملة ترامب تتعلق بمرشحين جمهوريين ومفاوضات تسوية مع ستورمي دانييلز.
وعلى الرغم من التغطية الإعلامية الواسعة، فإن هذه التسريبات لم تغيّر نتائج انتخابات 2024 التي فاز بها ترامب.
يرى الباحث فريدريك كاجان من معهد “أميركان إنتربرايز” أن إيران، بعد ما تعرضت له من خسائر عسكرية، قد تلجأ إلى أساليب سيبرانية خفية لتوجيه رسائلها دون إثارة رد فعل عسكري واسع.
ويعتقد كاجان أن قيام قراصنة إيرانيون بالتحرك في الوقت الحالي هي جزء من استراتيجية استخباراتية تهدف إلى التأثير من دون إثارة حرب شاملة.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
نبوءات نهاية الزمان.. المحرك الخفي للصراع بين أمريكا وإيران
رفع العقوبات عن سوريا.. تفاصيل قرار ترامب وأول رد من دمشق
ترامب يهاجم ماسك: “بدون دعمنا سيغلق مصنعه ويعود لجنوب أفريقيا”