الوضع الصحي في سوريا بات مسار جدل واسع في منطقة الشرق الأوسط فبعد نفي عدة مصادر طبية سورية خلال الأيام القليلة الماضية، وجود إصابات بوباء الكوليرا في دمشق ودير الزور والحسكة وحلب، وأخيرًا، اعترفت وزارة الصحة في دمشق بوجود 15 إصابة بالوباء في حلب.
وتُشير بعض الأنباء إلى ارتفاع عدد الإصابات، بالوباء، خاصة بعد البيان الذي أصدرته الصحة السورية أمس الأحد واعترفت فيه باستقبال إحدى المستشفيات بحلب لطفل عمره 9 سنوات يعاني من الكوليرا، وهو ما أثبتته الفحوصات والتحاليل.
وأوضحت الصحة السورية في بيانها تكثيف الترصد الوبائي، من خلال تعقب المخالطين للأشخاص المصابين مع تخصيص غرف للعزل في كافة المستشفيات، بالإضافة إلى أخذ عينات من الصرف الصحي، وشبكة المياه، ولا سيما من منطقة سكن المصاب، وتشديد الرقابة على سلامة المياه وكلورتها، وإعطاء العلاج الوقائي للمخالطين.
ومن منطلق ما يحدث في سوريا من احتماليات تفشي وباء الكوليرا، نستعرض معكم تاريخ ظهور هذا الوباء وأهم الأرقام الخاصة به.
ما هي الكوليرا؟
الكوليرا هي عدوى إسهالية حادة تنتج عن تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا، ولا تزال الكوليرا تشكل تهديدًا عالميًا للصحة العامة ومؤشرًا على عدم المساواة والافتقار إلى التنمية الاجتماعية.
أعراضها
الكوليرا مرض شديد الضراوة يمكن أن يسبب الإسهال المائي الحاد، إذ يستغرق الأمر ما بين 12 ساعة و 5 أيام حتى تظهر الأعراض على الشخص بعد تناول طعام أو ماء ملوث، وتؤثر الكوليرا على الأطفال والبالغين ويمكن أن تقتل في غضون ساعات إذا لم يتم التدخل سريعًا لعلاجها.
قد تتواجد البكتيريا داخل جسم المصاب بينما لا تظهر عليه أعراض الإصابة، وذلك لمدة تتراوح بين يوم إلى 10 أيام بعد الإصابة، مما قد يتسبب في انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين.
الأعراض قد تظهر على البعض بشكل خفيف أو متوسط، ويصاب البعض بالإسهال المائي الحاد مع الجفاف الشديد، وفي هذا الحالة قد يموت المصاب من شدة الجفاف.
تاريخ ظهور الكوليرا
خلال القرن التاسع عشر، انتشرت الكوليرا في جميع أنحاء العالم، حيث بدأت في التفشي من دلتا نهر الغانج في الهند، ثم تسببت 6 سلالات منها في مقتل ملايين الأشخاص في جميع القارات، ثم بدأ الوباء (السابع) الحالي في جنوب آسيا في عام 1961 ، ووصل إلى أفريقيا في عام 1971 والأمريكتين في عام 1991.
سلالات ضمة الكوليرا
هناك العديد من المجموعات المصلية من ضمة الكوليرا ، لكن اثنتين فقط – O1 و O139 – تتسبب في تفشي المرض، حيث تسببت ضمة الكوليرا O1 في جميع التفاشيات الأخيرة، بينما تسببت ضمة الكوليرا O139 – التي تم تحديدها لأول مرة في بنغلاديش في عام 1992 – في حدوث تفاشيات في الماضي ، ولكن لم يتم تحديدها مؤخرًا إلا في حالات متفرقة، ولم يتم التعرف عليها خارج آسيا، ولا يوجد فرق في المرض الذي تسببه المجموعتان المصليتان.
أرقام هامة
منظمة الصحة العالمية، أطلقت استراتيجية عالمية لمكافحة الكوليرا، وهي عبارة عن خارطة طريق عالمية حتى عام 2030 ، بهدف الحد من وفيات الكوليرا بنسبة 90٪ في عام 2017، إذ قدر الباحثون أن هناك من 1.3 إلى 4 ملايين حالة إصابة بالكوليرا كل عام، ومن 21 ألف إلى 143 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم بسبب الكوليرا.
وشددت الصحة العالمية على أن توفير المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، من الأمور بالغة الأهمية لمنع ومكافحة انتقال الكوليرا والأمراض الأخرى المنقولة عن طريق المياه.
كما دعت الصحة العالمية، إلى استخدام لقاحات الكوليرا الفموية جنبًا إلى جنب مع التحسينات في المياه والصرف الصحي للسيطرة على تفشي الكوليرا والوقاية في المناطق المعروفة بأنها عالية الخطورة للإصابة بالكوليرا.
بعد استعادة الجيش الأوكراني لـ “إزيوم”.. ما الذي سيتغير في معركة “دونباس”؟