دخلت أوروبا الشرقية في حرب الشمال العظمى للسيطرة على منطقة بحر البلطيق، والتي دارت مطلع القرن الـ18 بين الإمبراطورية الروسية بقيادة بطرس الأكبر من ناحية، والإمبراطورية السويدية بقيادة تشارلز الثاني عشر من الناحية الأخرى.
قبلها كانت هناك انتصارات سابقة لتشارلز الثاني عشر على الروس، ولهذا السبب تحالفت أوكرانيا مع السويد، وفي عام 1707 أخذ السويديون زمام المبادرة وهاجموا المعسكر الروسي الرئيسي بهدف تدمير موسكو وإنهاك القوى الروسية، لكن القيصر الروسي أمر جنوده بإحراق الأخضر واليابس بهدف تجويع السويديين.
فقد الجانب السويدي في هذه المعارك ما بين 5 و 8 آلاف من رجاله، ورغم ذلك، لم يزل لديهم جيش قوامه 25 ألف مقاتل، مع دخول الشتاء عام 1708 لم يستطع تشارلز تحدي موسكو ومواجهة طقس روسيا الجليدي وانخفاض الإمدادات، فتوجه جنوبًا إلى أوكرانيا، تحديدًا إلى مدينة باتورين.
أمر قيصر روسيا بتوجيه جيش كبير نحو المدينة الأوكرانية، للقضاء عليها وعلى جيش الإمبراطورية السويدية، وضمان السيطرة على كل شيء وإنهاء الحرب لصالحه.
خرج الأمير الروسي، ألكسندر دانيلوفيتش مانشيكوف، على رأس جيش مكون من 20 ألفًا، وكانت مدينة باتورين محصنة بشكل جيد، وأسوارها محاطة بأكثر من 100 مدفع، ومع كل محاولة روسية لاقتحام المدينة كانت تواجههم القوات السويدية والأوكرانية وتصد هجومهم، الأمر الذي أجبرهم على البقاء خارجًا لوقت طويل.
استمر الوضع هكذا حتى عمد أحد المرابطين داخل المدينة إلى الخيانة وتسريب معلومات للجانب الروسي حول وجود ممر سري سفلي يؤدي إلى داخل المدينة.
استطاع جيش الإمبراطورية الروسية دخول باتورين، وهاجموا كل من يأتي أمامهم، سواء من الجنود أو المدنيين، ما أدى إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص كان من ضمنهم عدد كبير من النساء والأطفال، ليس هذا فقط، بل أشعلوا النيران في دور العبادة بمن فيها بعدما علموا أن أعدادًا كبيرة لجأت إليها للاحتماء بداخلها.
اعتبرت الإمبراطوريات المجاورة ما حدث تخريبًا وإبادة مأساوية وحدثًا مسيئًا لهذه المنطقة.. انتهت هذه الحرب وتمكن القيصر بطرس الأكبر من السيطرة على مناطق هامة من بحر البلطيق، جاعلًا بذلك من الإمبراطورية الروسية قوة عسكرية جديدة وفاعلة على الساحة الأوروبية.
“ترامب” ينتقد “بايدن” ويكشف سبب جرأة “بوتين” على أوكرانيا