لطالما رأى الناس وجوهًا في القمر، في خضروات غريبة الشكل، وربما في الغيوم أيضًا، لكن حتى الآن، لم يفهم العلماء سبب ذلك بالضبط، وما الذي يفعله الدماغ عندما يفسر الإشارات البصرية على أنها وجوه شبيهة بالبشر
معظم الناس لم يسمعوا من قبل عن مصطلح pareidolia، لكن كل شخص قد حدث معه أن رأى وجوهًا بشرية في أشياء مختلفة. ووفقًا لقاموس اللغة الإنجليزية العالمي تعتبر هذه الظاهرة “التصور المتخيل لنمط أو معنى لا يوجد في الواقع”.
ومع ذلك، فقد وجد الباحثون أدلة تشير إلى أنه مرتبط بنفس العمليات المعرفية التي يستخدمها الدماغ لتحديد وتحليل الوجوه البشرية الحقيقية.
قال البروفيسور ديفيد أليس، المؤلف الرئيسي للدراسة من كلية علم النفس بجامعة سيدني: “من منظور تطوري، يبدو أن فائدة عدم فقد وجه أبدًا تفوق بكثير الأخطاء التي تُرى فيها الأشياء غير الحية كوجوه. هناك فائدة كبيرة في الكشف عن الوجوه بسرعة، لكن النظام يعمل بشكل سريع وفضفاض من خلال وضع قالب بدائي لعينين على الأنف والفم.”
[two-column]
وجد الباحثون أدلة تشير إلى أن ظاهرة رؤية الوجوه في الأشياء مرتبطة بنفس العمليات المعرفية التي يستخدمها الدماغ لتحديد وتحليل الوجوه البشرية الحقيقية
[/two-column]
يقول الباحثون إن التعرف على الوجه يحدث بسرعة البرق في الدماغ – في غضون بضع مئات من الألف من الثانية.
في الواقع، بمجرد أن تبدأ في رؤية هذه الوجوه تنظر إليك، فإنها تبدأ في الظهور في كل مكان، ومن الواضح أن بعض هذه الأشياء تحمل تشابهًا معينًا مع الرموز التي نستخدمها غالبًا لتمثيل المشاعر – الخط المنحني للابتسامة ودائرتين تمثلان العينين.
في بعض الأحيان يمكن لمخلوقات غريبة أن تنظر إلينا من أقل التفاصيل، في إحدى الدراسات، عُرض على الأشخاص أنماط عشوائية رمادية – مشابهة لتلك التي تظهر على التلفزيون، وبالنظر إلى بعض التحضير الدقيق، أفادوا أنهم رأوا شخصًا في حوالي 34 ٪ من الوقت، وكانت أي ملامح تظهر في الصور غامضة للغاية – ولكن بطريقة ما، كان الدماغ يستحضر الوهم بأن الشخص كان يحدق في الخلف.
على الرغم من أننا نميل إلى الاعتقاد بأن أعيننا تخبرنا بأمانة عن كل ما هو أمامنا، إلا أن شبكية العين تسجل صورة غير كاملة ومربكة يجب أن يقوم الدماغ بترتيبها، ويعتقد القائم على الدراسة أن هذه “المعالجة من أعلى إلى أسفل” من قبل الدماغ هي ما تؤدي إلى حدوث ظاهرة رؤية الوجوه في الأشياء.
