يعمل الجهاز المناعي كخط دفاع داخلي ضد الجراثيم والفيروسات والأجسام الضارة، لذا فإن بناء مناعة قوية يحتاج لمزيد من الالتزام بتناول غذاء صحي واتباع نمط حياة متوازن.
يحتاج الجهاز المناعي إلى فترة طويلة ليصبح قويًا، وقد يؤدي التأمل على مستوى مكثف إلى زيادة كبيرة في قدرة جهاز المناعة.
في دراسة جديدة أُخذت عينات دم قبل وبعد التأمل، وبعد تحليل النشاط الجيني لأكثر من 100 رجل وامرأة، تبين أن التأمل عزز نشاط مئات الجينات المعروفة بالمشاركة المباشرة في تنظيم الاستجابة المناعية.
شدد الباحثون أن دراستهم تضمنت جلسات تأمل يومية لمدة 10 ساعات على مدار 10 أيام متتالية في صمت تام، وفي العالم الحقيقي سيكون من الصعب على معظم الناس تكرار هذه الأساليب.
ومع ذلك، فإن النتائج تشير إلى أن التأمل يمكن أن يكون له دور مهم في علاج الأمراض المختلفة المرتبطة بضعف جهاز المناعة، كما قال مؤلف الدراسة فيجايندران تشاندران.
أشار تشاندران، الأستاذ المساعد لطب الأطفال وعلم الأعصاب في كلية الطب بجامعة فلوريدا، إلى أن التأمل طويل المدى لمدة قصيرة كل يوم قد يؤدي أيضًا إلى تحسين جهاز المناعة.
اشتملت الدراسة على 106 رجال وامرأة، متوسط أعمارهم 40 عامًا، جميعهم التحقوا بمكان للتأمل، وتم سحب عينات دم متعددة من جميع المشاركين في عدة مرات، قبل وأثناء وبعد فترة التجربة.
قدم المكان الذي استمر فيه المشاركون 8 أيام، مأكولات نباتية، واتبعوا جميعًا جدول نوم منتظم، واستمرت جلسات التأمل 10 ساعات في اليوم وأُجريت في صمت.
بعد 3 أشهر من نتيجة الخلوة، وجد تشاندران وزملاؤه ارتفاعًا في النشاط الذي يشمل 220 جينًا مرتبطًا بالمناعة، بما في ذلك 68 جينًا تشارك في ما يسمى بـ”إشارات الإنترفيرون”.
وأشار معدو الدراسة إلى أن هذه الإشارات يمكن أن تكون المفتاح لإعداد دفاع فعّال ضد مختلف الظروف الصحية، بما في ذلك السرطان، والتصلب المتعدد أو حتى فيروس كورونا، نظرًا إلى أن الانترفيرون بروتينات تعمل على نحو فعال.
قال تشاندران إن النتائج تشير إلى إمكانية دمج التأمل يومًا ما في علاجات سلوكية مطورة حديثًا للحفاظ على صحة الدماغ وتعديل الأمراض العصبية التي لا رجعة فيها حاليًا.
المكملات الغذائية.. هل هي مفيدة للصحة أم تهدد استقرارها؟
