يواجه حارس المرمى السابق حسين شيعان مرة أخرى أصعب تحدياته بعيدًا عن الملاعب، حيث كشفت تقارير عن عودة مرض سرطان الدم “اللوكيميا” لمهاجمة جسده، بعد عام واحد فقط من احتفاله بالشفاء.
ويأتي هذا التطور المؤلم ليفتح الباب أمام تساؤلات حول طبيعة المرض، وأسباب عودته بعد الشفاء، والخيارات العلاجية المتاحة، بينما تتصاعد حملات الدعم والمساندة من قبل الجماهير والإعلاميين لمساندة اللاعب في معركته الجديدة.
أعاد الخبر إلى الأذهان رحلة اللاعب الصعبة التي بدأت في أكتوبر 2023 عندما أُعلن عن إصابته بالمرض لأول مرة، حين كان لاعبًا في صفوف نادي الأخدود.
وبعد رحلة علاجية شاقة، خرج حسين شيعان في يوليو 2024 ليعلن شفاءه التام، معبرًا عن عزمه استكمال مسيرته الكروية.
ورغم أنه لم ينضم رسميًا لأي نادٍ منذ ذلك الحين، فإنه ظل قريبًا من مجتمعه الرياضي، مكتفيًا بتقديم الدعم لناديه الأسبق “الشباب” عبر حضور تدريباته ومبارياته، قبل أن يداهمه المرض مجددًا.
بدأ حسين شيعان، البالغ من العمر 36 عامًا، مسيرته الكروية مع نادي الشباب، قبل أن يتنقل بين أندية بارزة في الدوري السعودي، أبرزها الاتفاق، والهلال، والنصر، والتعاون، وصولاً إلى محطته الأخيرة مع الأخدود.
وخلال مسيرته التي امتدت من عام 2008 حتى 2024، شارك الحارس في 87 مباراة بمختلف البطولات، استقبل خلالها 91 هدفًا، وتمكن من الحفاظ على نظافة شباكه في 32 مباراة.
ومع الإعلان عن انتكاسته الصحية، انطلقت حملات دعم واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب إعلاميون وجماهير الأندية التي مثّلها بالوقوف إلى جانبه.
اللوكيميا هي أحد أنواع السرطان التي تصيب خلايا الدم ونخاع العظم، ورغم توفر علاجات فعالة، فإن عودة المرض، أو ما يُعرف بالانتكاسة، تعد أمرًا غير نادر في العديد من أنواع اللوكيميا.
ويوضح المختصون أن هناك أسباب محتملة لحدوث الانتكاسة؛ فالآليات الدقيقة التي تحركها ليست مفهومة بالكامل، لكنها قد ترجع إلى أن العلاج الأولي لم يتمكن من القضاء على جميع الخلايا السرطانية في الجسم، حيث قد تبقى بعض الخلايا الكامنة التي لا يمكن اكتشافها.
سبب آخر محتمل هو أن الخلايا السرطانية المتبقية قد تطور مقاومة ضد العلاج المستخدم، مما يسمح لها بالنمو والتكاثر مجددًا.
وتزيد بعض العوامل من خطر حدوث الانتكاسة، مثل وجود تغيرات جينية معينة في الخلايا السرطانية، أو ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء عند التشخيص الأولي، بالإضافة إلى عمر المريض، الذي يلعب دورًا في بعض أنواع اللوكيميا.
على سبيل المثال، في حالات “ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد”، يكون الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد أو تزيد عن تسعة أعوام أكثر عرضة لخطر الانتكاسة.
عندما يعود سرطان الدم، فإن الخيارات العلاجية تعتمد على نوع اللوكيميا المحدد، ونوع العلاجات التي تلقاها المريض سابقًا، والحالة الصحية العامة للمريض.
غالبًا ما يكون العلاج في هذه المرحلة أكثر كثافة من العلاج الأولي، وتشمل الخيارات المتاحة جولة جديدة من العلاج الكيماوي المكثف، وفي بعض الحالات، قد يتم اللجوء إلى “زراعة الخلايا الجذعية”، والتي تعد خيارًا علاجياً قويًا.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا في “العلاجات المناعية” و”العلاجات الموجهة”.
تعمل العلاجات المناعية، مثل “العلاج بالخلايا التائية”، على تحفيز جهاز المناعة لدى المريض لمهاجمة الخلايا السرطانية.
أما العلاجات الموجهة، فتستهدف تغييرات جينية أو بروتينات معينة في الخلايا السرطانية تساهم في نموها، مما يوقفها بآلية دقيقة.