يحتفي العالم باليوم العالمي لالتهاب الكبد، الذي يوافق 28 يوليو من كل عام بهدف رفع الوعي العالمي بهذا المرض الذي يؤثر على حياة الملايين، وفي هذا السياق، تبرز السعودية كقصة نجاح رائدة في مواجهة هذا التحدي الصحي الكبير، فمن خلال برامج تحصين استراتيجية وعلاجات ثورية، استطاعت المملكة تحقيق إنجازات لافتة في محاصرة فيروسي (ب) و(ج) وخفض معدلات انتشارهما إلى مستويات قياسية.
بدأت قصة النجاح السعودية في نهاية الثمانينيات الميلادية، مع إطلاق البرنامج الوطني للتحصين ضد فيروس التهاب الكبد (ب) لجميع المواليد.
ويوضح الدكتور عبدالله الغامدي، استشاري أمراض وزراعة الكبد، أن هذا البرنامج الاستباقي أثمر عن “جيل كامل من الشباب محصن ضد المرض حتى سن الثالثة والثلاثين”.
ويشكل هؤلاء الشريحة الأكبر من المواطنين بنسبة تصل إلى 75%، مما أدى إلى انحسار الفيروس بشكل كبير، لتتركز الإصابات في الفئة العمرية التي تزيد على الأربعين عامًا، وتنخفض النسبة الإجمالية للإصابة بالفيروس في المملكة إلى أقل من 1.3%، وهي من النسب المنخفضة عالميًا.
لم يقتصر النجاح على فيروس (ب) فقط، بل شهد علاج التهاب الكبد الفيروسي (ج) طفرة هائلة في المملكة.
ويؤكد مختصون أن ظهور الأدوية المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر أحدث ثورة حقيقية، حيث تتميز بفعاليتها العالية وقدرتها على تحقيق الشفاء التام بنسبة تتجاوز 95%.
وأتاحت المملكة هذه العلاجات الفموية المتطورة منذ عام 2013، مما أدى إلى علاج آلاف المرضى وانحسار الفيروس بشكل كبير جدًا، لتصل نسبته، وفقاً لآخر إحصائيات وزارة الصحة، إلى ما لا يتجاوز 0.1%.
ويؤكد الدكتور إبراهيم الزهراني، استشاري الجهاز الهضمي، أن حكومة المملكة، وضمن “رؤية 2030“، تسعى لاستئصال التهاب الكبد (ج) كمصدر خطر صحي بحلول عام 2030.
وتنفذ وزارة الصحة برنامجًا طموحًا يعطي الأولوية في العلاج للمرضى الأكثر عرضة لتدهور وظائف الكبد والفئات التي قد تنقل العدوى، مثل النساء في سن الإنجاب ومرضى الفشل الكلوي.
ويشكل اليوم العالمي فرصة لتسليط الضوء على هذه الجهود، التي تساهم في تحقيق هدف منظمة الصحة العالمية بمنع 4.5 مليون حالة وفاة مبكرة عالميًا بحلول 2030، عبر التطعيم والفحص المبكر وتوفير العلاج.