صحة

كيف أثرت وسائل التواصل الاجتماعي على ذوي الإعاقة؟

وسائل التواصل الاجتماعي وذوي الإعاقة؟

في العالم الافتراضي على الإنترنت، يُظهر بعض المستخدمين مشاعرهم بأريحية، لا سيما بعد تخصيص مواقع التواصل الاجتماعي أدواتٍ للتعبير عن مختلف أنواع المشاعر بعيدًا عن العالم الحقيقي.

ويعاني “أصحاب الهمم” في كثير من الأحيان من التنمر، حتى أن الفتاة المغربية المقعدة، مريم أجويد، لجأت إلى القضاء بعد أن عاملها أشخاص كمادة للسخرية. والوضع ذاته في مصر، إذ تعرضت ابنة الفنانة يسرى اللوزي للتنمر لأنها ولدت صماء.

ولعل سياسات مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية غير محكمة فيما يتعلق بمنع التنمر واتخاذ الأشخاص مواد للسخرية، لا سيما أن المتنمر هناك يعتقد أنه لن يتعرض لملاحقة قانونية، أو أن تعرضه لها سيكون على المدى البعيد.

أثر السخرية يستمر ويبقى في العالم الافتراضي وربما لا يمحى بخلاف العالم الحقيقي، إلا إذا حدث تدخل بشري وأُزيلت تلك السخرية سواء من تعليق أو رسالة أو صورة أو مقطع فيديو.

الاهتمام بمتلازمة “توريت”

الأمر ليس سيئًا إلى هذه الدرجة، فهناك من يستغل المتلازمة أو الإصابة لكسر الصورة الذهنية النمطية عن ذوي الإعاقة، ومنهم الأمريكية زارا بيث، التي تبلغ 16 عاماً، وتعاني من متلازمة يطلق عليها “توريت”، على اسم الطبيب الفرنسي الذي اكتشف أول حالة.

وتعد متلازمة “توريت” مشكلة خلقية عصبية، ولا تعالَج بالعقاقير في المرحلة الأولى، بل بالعلاج السلوكي النفسي، أما العلاج الدوائي فيأتي دوره في حال الإصابة بالاكتئاب والقلق.

اللحظات العفوية التي تشاركها زارا، على تطبيقات التواصل الاجتماعي “يوتيوب، وإنستجرام، وتيك توك”، جذبت عدداً كبيراً من المتابعين، لرؤية حركة يدها ورأسها بشكل لا إرادي.

وبالفعل تمكنت زارا من توجيه المتابعين إلى زاوية أخرى بعيداً عن التعاطف مع المصابين بالمتلازمات.

كسر الصورة النمطية للتوحد

من الملهمين الذين أثروا على مواقع التواصل الاجتماعي، محمود حجازي الذي يعاني من التوحد وأمه فاتن مرعشلي، أثناء غنائهم في مقطع فيديو  لأغنية “شو حلو”.

انتشر الفيديو كالنار في الهشيم على الإنترنت، وأصبحت فاتن من حينها مؤثرة في مجال دعم ذوي الإعاقة، ولفتت اهتمام أمهات عدة إلى أن التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد يمكن أن يكون بطرق ترفيهية.

في مجتمعنا العربي، لا يُفضِّل ذوي الإعاقة التحدث عن إعاقتهم خوفاً من التنمر أو التمييز، لذلك يتوارى البعض خلف الشاشات متكتمين على مشاعرهم الداخلية، وقد استطاع بعضهم في مواقع التواصل الاجتماعي صنع صورة ذهنية مغايرة عن ذوي الإعاقة.

اقرأ أيضًا:

الاستخدام القهري لوسائل التواصل الاجتماعي.. تأثيرات مدمرة

كيف ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي طالبان على استعادة أفغانستان؟

أكثر وأقل البلدان ثقة في وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها مصدراً للأخبار