تُعتبر الزلازل واحدة من أخطر الكوارث الطبيعية والأكثر تدميرًا على سطح الأرض، والتي تتسبب في ضحايا بالمئات ودمار هائل عند حدوثها، ويتساءل البعض عن أسباب حدوث الزلازل في بعض المناطق دون الأخرى.
وكان آخر أشد الزلازل تدميرًا خلال الآونة الأخيرة هو زلزال ميانمار الذي ضرب البلاد قبل نحو أسبوعين، أودى بحياة حوالي 2600 قتيل حتى الآن، فيما ترك حوالي 17.2 مليون شخص يعيشون في مناطق متضررة وسط أزمة إنسانية.
أسباب حدوث الزلازل
ترجع أسباب حدوث الزلازل إلى تحرك الصدوع في الأرض المترتبة على احتكاك الصفائح التكتونية الموجودة على سطح الأرض وتُطلق تلك الحركة طاقة تنتشر عبر طبقات الأرض في القشرة الأرضية مسببة اهتزاز السطح الذي نشعر به وعادةً تحدث الهزات الأرضية نتيجة للتشوّه طويل الأمد وتراكم الإجهاد. ويحدث نحو 80% من الزلازل في المنطقة المحيطة بالمحيط الهادئ والتي يُطلق عليها “حلقة النار” بسبب تزايد النشاط البركاني بها.
وعادة ما تكون تلك التحركات غير محسوسة على سطح الأرض، ولكن تخفيف الضغط المتراكم بين الصفائح يمكن أن يؤدي إلى تلك الاهتزازات الضخمة التي تسمى الموجات الزلزالية التي تشق طريقها عبر مئات الصخور وصولًا إلى السطح. وقد تشهد مناطق أخرى بعيدة عن الصدع هزات أرضية أو زلزال نتيجة لتمدد الصفائح التكتونية أو زيادة الضغط عليها، وتنطلق الطاقة من مصدر الضغط المعروف باسم مركز الزلزال. وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية يحدث ما يقارب 20,000 زلزال سنويًا، أي ما يعادل حوالي 55 زلزالًا يوميًا ولكننا لا نشعر إلا بعدد قليل فقط منها.
أنواع الزلازل
هناك 4 أنواع من الزلازل وكل نوع ينتج عنه نوعًا معينًا من الاهتزازات، وفيما يلي نظرة على تلك الأنواع:
الزلزال التكتوني
يحدث نتيجة احتكاك الصفائح التكتونية أو انزلاق واحدة تحت الأخرى في باطن الأرض، وينتج عنه طاقة قوية للغاية وقد تترك آثارًا مدمرة، وقد تصحبها كوارث طبيعية أخرى مثل التسونامي أو الانهيارات الأرضية.
الزلازل البركانية
تحدث تلك الزلازل نتيجة لحركة الحمم البركانية أو الصهارة تحت سطح الأرض نتيجة لحركة الصفائح التكتونية، وقد تكون هزاتها أضعف من الزلازل التكتونية ولكنها قد تتسبب في أضرار جسيمة أيضًا، وقد تصحبها كوارث أخرى مثل الانفجارات البركانية والانهيارات الأرضية.
الزلازل الانهيارية
يحدث هذا النوع من الزلازل نتيجة انهيار مبنى أو هيكل ما بسبب سوء طريقة البناء أو الظروف الجوية القاسية، وهي عادة ما تكون صغيرة جدًا لكن تأثيرها مميت إذا وقعت في منطقة مأهولة. وقد يصحبها كوارث أخرى مثل انفجارات الغاز والحرائق.
الزلازل الانفجارية
تحدث نتيجة انفجار مواد متفجرة وفي العادة تكون صغيرة لكنها أيضا تكون كارثية إذا حدثت في مناطق مأهولة بالسكان، ويمكن أن يصحبها أيضًا حرائق وتسربات للغاز.
الزلازل حسب الشدة
يصنف العلماء الزلازل حسب شدتها وقوة موجتها ومدتها، ويضع الباحثون 4 فئات لقوة الزلازل وهي:
- من 3 – 4.9 درجة على مقياس ريختر.. زلزال خفيف.
- من 5 – 6.9 درجة على مقياس ريختر.. متوسط إلى قوي.
- من 7 إلى 7.9 درجة على مقياس ريختر.. زلزال قوي.
- 8 درجات على مقياس ريختر.. زلزال قوي جدًا.
وعادة ما تتبع الزلازل هزات ارتدادية وهي زلازل أصغر حجمًا تتبع الزلزال الرئيسي وربما تستمر لأسابيع أو لسنوات في بعض الأحيان. وتقول هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن بعض الزلازل يكون لها هزات تمهيدية أو زلازل أصغر حجمًا تسبق الزلزال الرئيسي.
مخاطر الزلازل وفوائدها
يشهد العالم سنويًا زلزالًا بقوة 8 ريختر، وتسفر جميع أنواع الزلازل عن مقتل نحو 10 آلاف شخص بسببها في المجمل. وتكون النسب الأكبر من الضحايا بسبب انهيار المباني أو الانهيارات الطينية والحرائق والفيضانات وموجات التسونامي. أما الزلازل الصغيرة التي تحدث عادةً في الأيام التي تلي زلزالًا كبيرًا، فقد تُعقّد جهود الإنقاذ وتُسبب المزيد من الوفيات والدمار.
وعلى الرغم أنه من الغريب توقع أي فوائد للزلازل، إلا أنها تخبرنا الكثير عن باطن الأرض وحركة الصخور وطبيعتها البيولوجية، كما أن قياس الهزات الأرضية يساعد العلماء على تركيب ودرجة حرارة وضغط المادة. ويساعد موقع الزلزال وشدته العلماء على فهم طبيعة الصفائح التكتونية للأرض، وهو ما يجعلهم أكثر معرفة ودراسة بتوقع موعد وقوة الزلازل المتوقعة ومناطقها.
اقرأ أيضًا:
تسجيل عدد غير مسبوق من الزلازل الجليدية في جرينلاند
الزلازل.. 5 حقائق حول سبب تحرك الأرض
صواريخ المطرقة.. قوة تدميرية تحاكي الزلازل