علوم أحداث جارية

فريق سعودي يصنع بصمة علمية في المدار القطبي.. تعرّف على العقول خلف “مهمة فلك”

في خطوة غير مسبوقة للبحث العلمي العربي، انطلقت اليوم مهمة “فرام2” إلى المدار القطبي على متن صاروخ “فالكون 9” التابع لشركة “سبيس إكس”، حاملة معها 22 تجربة بحثية علمية، من بينها مهمة “فلك”، أول تجربة سعودية مستقلة في مجال طب الفضاء. ولكن خلف هذه التجربة، التي انطلقت من الولايات المتحدة الأمريكية وتحديداً ولاية فلوريدا، يقف فريق علمي سعودي يعبّر عن الكفاءات الوطنية القادرة على تحقيق الريادة العالمية في البحث العلمي.

أيوب الصبيحي: قائد التجربة

الدكتور أيوب الصبيحي، المدير التنفيذي لمنظمة “فلك” ومدير مشروع “مهمة فلك”، يُعد المحرّك الأساسي وراء هذه التجربة. يحمل درجة الدكتوراه في البصريات، ويعمل باحثًا في مجال طب الفضاء، مع خبرة واسعة في تصميم المهام البحثية الفضائية من جامعة أكسفورد. خبرته العلمية والإدارية قادت الفريق لتحقيق هذا الإنجاز في بيئة الجاذبية الصغرى.

وداد القحطاني: عالمة الخلايا والتقنيات النووية

الدكتورة وداد القحطاني، واحدة من أبرز العقول النسائية في المملكة، وهي أول سعودية تصمم شفرات نووية لغلاف النواة الخلوية. تحمل أكثر من 50 بحثاً منشوراً، ولديها براءة اختراع. وتُعد شخصية فاعلة في المشهد العلمي، حيث عملت في عدة مواقع أكاديمية واستشارية محلية وعالمية، بالإضافة إلى كونها فاحص براءات اختراع في الهيئة السعودية للملكية الفكرية. في “مهمة فلك”، قادت القحطاني العمليات الميدانية والعملية في المختبرات الفضائية، مؤكدة أن التجربة “إضافة لمسيرة البحث العلمي الطبي في السعودية”.

سلوى الهزاع: ريادة في طب العيون على الأرض وفي الفضاء

الدكتورة سلوى الهزاع، استشارية طب العيون، وكبيرة المستشارين في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والرئيس التنفيذي لمؤسسة “سدم”، تُعد أول سعودية ترأس قسم العيون في مستشفى الملك فيصل التخصصي. مشاركتها في “مهمة فلك” تُمثّل نقلة نوعية لربط أبحاث طب العيون بالبيئة الفضائية. ووصفت التجربة بأنها “خطوة محورية” في فهم تأثير الفضاء على صحة العين.

من المدار.. إلى صحة الإنسان

تُعد “مهمة فلك” أول مهمة بحثية عربية تُنفّذ من قِبل منظمة غير ربحية، بدعم من مؤسسة “مسك”. وتهدف إلى دراسة تأثير الجاذبية الصغرى على الميكروبيوم الطبيعي في العين، بما يسهم في تطوير بروتوكولات طبية جديدة تحمي عيون رواد الفضاء، وتمهّد لاستخدامات طبية مستقبلية على الأرض.

وتعكس هذه التجربة ليس فقط تطور البنية التحتية العلمية في السعودية، بل حجم الثقة بالعقول الوطنية التي تمثّل المملكة في المحافل العالمية، وتعيد رسم موقعها في مستقبل الفضاء.