logo alelm
حميدان التركي.. الأب الذي انتظرته عائلته عقدين

غادر المواطن السعودي حميدان التركي الأراضي الأمريكية متجهًا إلى الرياض، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، ليسدل الستار على واحدة من أطول القضايا التي شغلت الرأي العام، حيث استمرت 19 عامًا قضاها موقوفًا في أمريكا، تاركًا خلفه قصة معقدة امتزج فيها البعد القانوني بالسياسي والإنساني.

ويأتي هذا التطور بعد نحو ثلاثة أشهر من قرار قضائي أمريكي بإطلاق سراحه، حيث أكد نجله تركي الخبر عبر منصة “إكس” قائلًا: “والدنا متجه إلى أرض الوطن”، مقدمًا الشكر للقيادة السعودية وسفارة المملكة في واشنطن على ما بذلوه من جهود “كان لها الأثر الكبير في عودته”.

وتحولت قضية التركي على مر السنين إلى قضية رأي عام، وتصدرت حملات إلكترونية واسعة تحت شعار “الحرية لحميدان التركي”، أبقت قضيته حية في وجدان السعوديين الذين تابعوا فصولها الطويلة.

الطريق إلى حرية حميدان التركي

كانت محكمة في ولاية كولورادو قد قررت في جلسة عُقدت في مايو الماضي إقفال ملف قضية حميدان التركي بشكل نهائي، ليُنقل بعدها إلى سجن تابع لإدارة الهجرة تمهيدًا لترحيله.

وتعود فصول المأساة القضائية إلى عام 2006، حين أدانته هيئة محلفين بتهم شملت الاعتداء على عاملته المنزلية واحتجازها.

قضت محكمة امريكية بسجنه لمدة 28 عامًا، قبل أن تقرر المحكمة في فبراير 2011 تخفيف الحكم إلى 8 سنوات، في خطوة اعتُبرت آنذاك انتصارًا قانونيًا مهمًا استنادًا إلى شهادة من إدارة السجن بحسن سلوكه وتأثيره الإيجابي.

ورغم ذلك، واجه التركي عقبات متكررة أمام لجان الإفراج المشروط، التي رفضت الإفراج عنه مرات عديدة، وكان أبرز أسباب الرفض هو إصراره على عدم الاعتراف بذنب يقول إنه لم يقترفه.

من هو حميدان التركي؟

يشير السجل الرسمي لدائرة الهجرة والجمارك الأمريكية أن حميدان التركي، الذي كان مبتعثًا مرموقًا لنيل درجة الدكتوراه في الصوتيات من جامعة دنفر، خضع للاستجواب في عام 2001 بشأن هجمات 11 سبتمبر.

ولطالما ربط التركي وأنصاره بين هذا الاستجواب وقضيته، مصرًا على أن التهم لُفّقت له ضمن أجواء العداء للمسلمين التي سادت في تلك الفترة.

وخلال سنوات سجنه، برز دور عائلته، خاصة ابنه تركي الذي تحول إلى متحدث إعلامي باسم والده، ونافح عن براءته عبر منصات التواصل الاجتماعي، كاشفًا تفاصيل المحاكمات وجلسات الإفراج المشروط.

وبعد قضاء فترة محكوميته ودخوله في إجراءات الإفراج لسنوات، يغادر حميدان التركي الولايات المتحدة وهو يبلغ من العمر 56 عامًا، بموجب “أمر إبعاد إداري” يمنعه من العودة مجددًا، لتنتهي بذلك قصة كانت رمزًا لمعاناة إنسانية معقدة.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك| أكبر شركات تصنيع الرقائق الإلكترونية في أمريكا

المقالة التالية

داروين نونيز.. سلاح الهلال الجديد ذو الحدين