logo alelm
داروين نونيز.. سلاح الهلال الجديد ذو الحدين

يصل المهاجم الأوروغوياني داروين نونيز إلى نادي الهلال السعودي محملًا بسمعة استثنائية تجمع بين الفعالية التهديفية الهائلة والفوضى التكتيكية المحببة، ليمثل بذلك أحدث الرهانات الكبرى في مشروع دوري روشن.

ينتقل اللاعب الأوروغوياني إلى الدوري السعودي بعد 3 سنوات في ليفربول، في صفقة بلغت 53 مليون يورو، ليطرح السؤال الأهم: ما الذي سيقدمه هذا المهاجم الفريد من نوعه لزعيم آسيا، وما هي أبرز التحديات التي قد تواجهه؟

مكامن قوة داروين نونيز

يحمل داروين نونيز في جعبته سجلًا تهديفيًا قويًا، أبرزه موسمه المتوهج مع بنفيكا الذي سجل فيه 34 هدفًا، بالإضافة إلى 40 هدفًا بقميص ليفربول، لكن قيمته الحقيقية لا تكمن في الأهداف المسجلة فحسب، بل في قدرته على خلق حالة دائمة من الإزعاج لدفاعات الخصوم.

تُظهر الإحصائيات المتقدمة أن السمة الأبرز للمهاجم الأوروغوياني هي “خلق الفرص”. ففي الدوري الإنجليزي، تفوق على أسماء لامعة مثل كيفين دي بروين ومحمد صلاح في معدل الانخراط في الهجمات التي تنتهي بتسديدة.

ويعود ذلك إلى أسلوبه المباشر للغاية؛ ففور استلامه الكرة، يكون هدفه الأول هو الوصول إلى المرمى بأقصر الطرق، مما يجعله يسدد على المرمى بمعدلات قياسية.

ويعد داروين نونيز خبيرًا في التمركز داخل منطقة الجزاء، حيث تشير الأرقام أن نسبة كبيرة من لمساته تكون داخل الصندوق، مما يضمن له التواجد الدائم في مناطق الحسم.

ويمثل هذا الأسلوب المباشر كابوسًا للمدافعين، حيث إن حضوره الدائم وجاذبيته للمراقبة يفتحان مساحات شاسعة لزملائه في الفريق، وهذا تحديدًا ما قد يستفيد منه الهلال، فوجود داروين نونيز قد يحرر لاعبين آخرين في المنظومة الهجومية، مانحًا إياهم فرصة التحرك بحرية أكبر، كما يتميز بقدرته على الضغط على دفاع الخصم، وهو ما تطور لديه تحت قيادة المدرب يورغن كلوب.

عيوب داروين نونيز

على الجانب الآخر، لا تخلو مسيرة اللاعب من نقاط ضعف واضحة قد تشكل تحديًا للمدربين، حيث تعد أبرز عيوبه هي ضعف القدرة على الاحتفاظ بالكرة واللعب وظهره للمرمى ، فهو ليس بالمهاجم المحطة الكلاسيكي الذي يمكن بناء الهجمة من حوله، وكثيرًا ما يفقد الكرة في مناطق خطرة عند محاولته الاحتفاظ بها، مما قد يكسر نسق اللعب الخططي الذي يعتمد على التدرج بالكرة.

وكشفت فترته الأولى في ليفربول ضعفًا نسبيًا في دقة تمريراته وعرضياته، ورغم تحسن هذا الجانب مع مرور الوقت، إلا أن داروين نونيز ليس اللاعب الذي يُنتظر منه صناعة اللعب لزملائه بشكل مستمر، كما أن أسلوبه “الفوضوي” قد يترجم أحيانًا إلى تسرع في إنهاء الهجمات أو اتخاذ قرارات فردية على حساب اللعب الجماعي، فمعدل تسديداته المرتفع لا يعني بالضرورة أن جميع قراراته صائبة.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

حميدان التركي.. الأب الذي انتظرته عائلته عقدين

المقالة التالية

ترامب يشعل حرب الرقائق الإلكترونية بتعريفة جمركية مرتفعة