سياسة أحداث جارية

خطة إعمار غزة.. أبرز ملامح الرؤية العربية المصرية

الرؤية العربية المصرية لإعمار غزة.. أبرز ملامح الخطة

تعكف مصر والدول العربية على صياغة خطة لإعمار غزة، مع استمرار بقاء الفلسطينيين على أرضهم، وهو ما يخالف المقترح الذي طرحه الرئيس الأمريكي بتهجير سكان القطاع لدول عربية مجاورة.

وقالت مصر إنها تسعى إلى التوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وذلك في أعقاب اجتماع جمع ترامب بالعاهل الأردني الملك عبد الله، والذي أعلن خلاله رغبته في تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن وتحويل القطاع بعد السيطرة عليه إلى ما أطلق عليه “ريفييرا الشرق الأوسط”. وقال العاهل الأردني وقتها إن جميع الدول العربية ترفض فكرة التهجير، ولا بد من الانتظار حتى تتقدم مصر بخطتها لإعادة إعمار القطاع. وقالت الأمم المتحدة إن أي تهجير لسكان غزة سيكون مخالفًا للقانون الدولي وسيعادل التطهير العرقي.

ويأتي ذلك وسط تصاعد المخاوف من استئناف القتال مرة أخرى في القطاع بين حماس وإسرائيل بسبب الخلافات بين الطرفين حول تنفيذ بنود وقف إطلاق النار والذي كان آخرها رفض الجماعة الفلسطينية تسليم الرهائن بسبب الانتهاكات الإسرائيلية للهدنة. ومن المقرر أن تستضيف القاهرة قمة عربية طارئة لبحث التطورات “الخطيرة” التي يواجهها الفلسطينيون في 27 فبراير، فيما قال الملك عبد الله إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دعا الزعماء العرب إلى الرياض في موعد لم يحدده.

كانت مصر أعلنت تأجيل زيارة كان من المقرر أن تُجريها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى واشنطن، لأجل غير مسمى وذلك رفضًا لأن يكون جدول أعمال الزيارة متضمنًا خطة ترامب للتهجير.

نقاشات عربية حول خطة إعمار غزة

نقلت شبكة “بي بي سي” عن بعض المصادر قولها إن القاهرة أوشكت على الانتهاء من التفاصيل الفنية في الخطة والخاصة بإزالة الأنقاض وإعادة الإعمار، ولكنها لا زالت تفتقد بعض النقاط الأساسية مثل مصير الحركات المسلحة وأبرزها حماس والجهاد الإسلامي في القطاع. وحاليًا تُجرى مشاورات بين مصر والأردن والسعودية حول خطة إعادة إعمار القطاع التي من المقرر أن يتم طرحها في اجتماعي عربي خماسي في الرياض بحضور كل من البلدان الثلاثة إلى جانب الإمارات وقطر ودول أخرى من المتوقع حضورها.

وبحسب ما نشرته وكالة رويترز، هناك 4 خطط تمت صياغتها في هذا الإطار ولكن المقترح المصري يبدو الأساس الذي من الممكن البناء عليه للخروج بخطة أخيرة تنافس خطة الرئيس الأمريكي. ومن المتوقع أن يلعب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة دورًا في الانتهاء من الخطة المصرية.

تفاصيل الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة

وفق ما أوردته بي بي سي، تنطوي الخطة المصرية على إعادة الإعمار دون تهجير سكان القطاع، وذلك من خلال تقسيم القطاع إلى 3 مناطق إنسانية تحتوي كل منها على مخيم يعيش به سكان المنطقة، ويتم توفير المتطلبات المعيشية من مياه وكهرباء وغيرها. وخلال المرحلة الأولى من الخطة الخاصة برفع الركام، سيتم إدخال عدة “كرفانات” أو منازل متنقلة عبر الحدود إلى القطاع حتى يتمكن السكان من الإقامة بها، ويتزامن ذلك مع السماح بإدخال الكميات المناسبة من المواد الغذائية والوقود والمعدات اللازمة لعملية إعادة البناء.

وتقضي الخطة المصرية أن تتم إعادة الإعمار من خلال تمويل مشترك بين العالمين العربي والدولي، بالتعاون مع عدة شركات متخصصة في البناء والتشييد والتخطيط وذلك لبناء الوحدات السكنية خلال عام ونصف في القطاع بأكمله. وبحسب ما نقلته رويترز عن مسؤول حكومي عربي، فمن المتوقع إنشاء ما يسمى “صندوق ترامب لإعادة إعمار غزة”، إلى جانب احتمالية إقامة منطقة عازلة وحواجز تمنع حفر المزيد من الأنفاق على الحدود بين مصر وغزة.

مصير حماس في خطة إعادة الإعمار

يقول المصدر المصري الذي تحدث إلى شبكة بي بي سي إن مستقبل الحركات المسلحة في القطاع مثل حماس والحركات المسلحة الأخرى، كانت النقطة التي لم يتم التطرق إليها في مقترحات خطط إعادة الإعمار. ونقلت ويترز عن 3 مصادر أمنية أن خطة القاهرة تقضي بتشكيل لجنة فلسطينية لإدارة القطاع بعيدًا عن حركة حماس، إلى جانب مواصلة المساعي نحول حل الدولتين، مؤكدين أن الخطة يمكن أن تتضمن تضمين قوات عربية ودولية إلى جانب اللجنة الفلسطينية للمساعدة في إدارة القطاع خلال الفترة الأولى.

كانت حماس أعلنت من قبل أنها قد توافق على تشكيل لإدارة القطاع بدونها ولكن يجب أن يكون لها دور في اختيار أعضاءها والموافقة على نشر أي قوات برية.

اقرأ أيضًا:

الأمير تركي الفيصل عن دعوة ترامب لتهجير الفلسطينيين: “الكلام سهل”

قطع المساعدات أو قبول التهجير.. إلى أي مدى يستطيع ترامب تنفيذ خطته؟

145 نائبًا بالكونجرس يحثون ترامب على التراجع عن خطته بشأن قطاع غزة