علوم

تسجيل عدد غير مسبوق من الزلازل الجليدية في جرينلاند

لأول مرة، سجل الباحثون عددًا لا يحصى من الزلازل الجليدية التي تهز بشكل متقطع الغطاء الجليدي في جرينلاند.

ويقول العلماء إن هذه الهزات قد تفسر الطريقة المتقطعة التي تتحرك بها الأنهار المتجمدة في الجزيرة باتجاه البحر.

آلية اكتشاف الزلازل الجليدية

اكتشف الباحثون هذه الزلازل عن طريق إنزال كابل الألياف الضوئية في بئر بعمق (2.7 كيلومتر) في مجرى الجليد في شمال شرق جرينلاند – وهو أكبر نهر متجمد في جرينلاند والذي يعمل بمثابة الشريان الرئيسي الذي يتم من خلاله تصريف الجليد من داخل الغطاء الجليدي إلى المحيط الأطلسي الشمالي.

وقال الباحثون في بيان إن الزلازل الجليدية في جرينلاند لم يتم اكتشافها حتى الآن لأنها محجوبة عن الوصول إلى السطح بواسطة طبقة من الجسيمات البركانية المدفونة على عمق (900 متر) تحت الجليد.

وأضافوا أن هذه الجسيمات نشأت من ثوران ضخم لجبل مازاما، في ما يُعرف الآن بولاية أوريجون، منذ حوالي 7700 عام.

وقال أندرياس فيشتنر ، أستاذ الجيوفيزياء في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ والمؤلف الرئيسي لدراسة جديدة نُشرت في السادس من فبراير في مجلة ساينس، في البيان، إن الجسيمات البركانية لا تمنع الموجات الزلزالية من الصعود إلى السطح فحسب، بل قد تكون أيضًا مسؤولة بشكل مباشر عن الزلازل.

من المحتمل أن تبدأ الزلازل الجليدية من الشوائب الموجودة في الجليد، مثل الكبريتات والجسيمات الأخرى، والتي قد تزعزع استقرار الجليد وتؤدي إلى تكوين شقوق صغيرة.

إعادة التفكير في كيفية تحرك تيارات الجليد

يهتم الباحثون بالتيارات الجليدية – والدور الذي تلعبه الزلازل الجليدية في الطريقة التي تحرك بها هذه التيارات- لأنها تفرغ كميات كبيرة من الجليد من الأنهار الجليدية في البحر، مما يساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر.

إن عدم اليقين بشأن كيفية نقل التيارات الجليدية لحمولتها بالضبط يؤدي إلى أخطاء في النماذج الحاسوبية التي تساعد العلماء في تقييم التأثيرات المستقبلية لتغير المناخ.

في السابق، كان العلماء يعتقدون أن الجليد يتدفق ببطء عبر هذه الأنهار مثل العسل السميك. لكن الاكتشاف الجديد، إلى جانب الأبحاث السابقة، أجبر العلماء على إعادة التفكير في الطريقة التي يتحرك بها الجليد.

وقال فيشتنر “إن الافتراض القائل بأن تيارات الجليد تتدفق فقط مثل العسل اللزج لم يعد مقبولاً”.

وبدلاً من ذلك، تؤكد البيانات الجديدة أن الزلازل الصغيرة التي تحدث في عمق الغطاء الجليدي في جرينلاند تتسبب في “تحرك تيارات الجليد أيضاً بحركة انزلاقية ثابتة”، حسبما قال فيشتنر.

جليد جرينلاند

تُعَد طبقة الجليد في جرينلاند أكبر طبقة جليدية في نصف الكرة الشمالي، إذ تغطي ما يقرب من 80% من مساحة اليابسة في جرينلاند.

وتُعَد المياه الذائبة من طبقة الجليد في جرينلاند بالفعل أكبر مصدر عالمي لارتفاع مستوى سطح البحر، حيث تسببت في زيادة قدرها (1 سنتيمتر) منذ تسعينيات القرن العشرين. ويقدر العلماء أن هناك ما يكفي من الجليد المحبوس داخل جرينلاند لرفع مستوى سطح البحر بمقدار (7 أمتار).

وقال أولاف إيزن، أحد المشاركين في الدراسة وأستاذ علم الجليد في معهد ألفريد فيجنر للأبحاث القطبية والبحرية في ألمانيا، في بيان: “حقيقة أننا اكتشفنا الآن هذه الزلازل الجليدية هي خطوة رئيسية نحو اكتساب فهم أفضل لتشوه تيارات الجليد على نطاق صغير”.