إنفوجرافيك

إنفوجرافيك | الشيخوخة السكانية: أكثر الدول المُسِنة 2025

يشهد العالم تحولًا ديموغرافيًا غير مسبوق مع ارتفاع نسبة الشيخوخة السكانية أو السكان الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا. وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، ستصبح العديد من الدول “مجتمعات فائقة الشيخوخة” بحلول عام 2025، حيث ستتجاوز هذه الفئة العمرية نسبة 20% من إجمالي السكان. هذا التحول يفرض تحديات كبيرة على الاقتصادات العالمية وأنظمة الرعاية الصحية والتقاعد، مما يستدعي استراتيجيات جديدة لمواجهة الآثار المترتبة عليه.

نمو متزايد في أعداد كبار السن

تشير الإحصاءات إلى أن موناكو ستكون الدولة الأكثر شيخوخة في العالم بحلول عام 2025، حيث سيشكل كبار السن 36% من سكانها. تليها اليابان بنسبة 30%، ثم دول أوروبية مثل إيطاليا والبرتغال وألمانيا بنسبة تتراوح بين 23% و25%. ومن المتوقع أيضًا أن تصل دول أخرى مثل كوريا الجنوبية وكندا وسويسرا إلى هذه المرحلة لأول مرة، مما يعكس اتجاهًا عالميًا متزايدًا نحو شيخوخة السكان.

أسباب الشيخوخة السكانية

يعود ارتفاع نسبة كبار السن إلى عدة عوامل، من بينها انخفاض معدلات الولادة وتحسن مستوى الرعاية الصحية، مما أدى إلى ارتفاع متوسط العمر المتوقع. في اليابان وكوريا الجنوبية، على سبيل المثال، انخفض معدل المواليد إلى أقل من 1.3 طفل لكل امرأة، مما أدى إلى تراجع أعداد السكان الشباب مقارنة بالفئات الأكبر سنًا.

التحديات الاقتصادية والاجتماعية

يؤدي تزايد نسبة كبار السن إلى تحديات اقتصادية كبيرة، أبرزها تقلص القوى العاملة وزيادة الأعباء المالية على أنظمة التقاعد. في الولايات المتحدة، تواجه صناديق المعاشات العامة عجزًا يقدر بنحو 1.34 تريليون دولار، وهو ما قد يتفاقم مع استمرار تزايد أعداد المتقاعدين. كما أن الرعاية الصحية لكبار السن تستهلك جزءًا متزايدًا من ميزانيات الدول، ما يستدعي إصلاحات مستدامة لضمان توفير الخدمات الطبية والاجتماعية لهذه الفئة.

استراتيجيات مواجهة الأزمة

للتعامل مع تحديات الشيخوخة السكانية، تتبنى بعض الدول سياسات مثل رفع سن التقاعد، وتحفيز الهجرة لسد النقص في القوى العاملة، وتشجيع الإنجاب من خلال تقديم حوافز مالية للعائلات. كما تسعى بعض الحكومات إلى تعزيز دمج كبار السن في سوق العمل عبر برامج تدريبية وتأهيلية تساعدهم على البقاء نشطين اقتصاديًا لفترات أطول.

في النهاية

مع دخول المزيد من الدول إلى مرحلة الشيخوخة السكانية، يصبح من الضروري إعادة هيكلة السياسات الاقتصادية والاجتماعية لمواجهة التداعيات المستقبلية. فالتحول الديموغرافي ليس مجرد تحدٍّ، بل فرصة لتطوير أنظمة أكثر استدامة تعزز رفاهية الأفراد والمجتمعات على المدى الطويل.