اقتصاد

طفرة في إنتاج واستهلاك السيارات الهجينة في الصين

كشفت بيانات حديثة صادرة عن شركات السيارات الصينية إلى هيمنة السيارات الهجينة، التي تجمع بين المحركات الكهربائية ومحركات الاحتراق الداخلي، على اختيارات المستهلكين في الصين، وهو الأمر الذي يأتي في وقت تشهد فيه البلاد تحولًا تدريجيًا نحو تقليل الاعتماد على السيارات التقليدية.

وفي يوليو 2024، بلغت نسبة السيارات المباعة التي تعمل بالطاقة الجديدة 50% من إجمالي السوق، واستمرت النسبة في الارتفاع لتصل إلى 52.3% في نوفمبر، مقارنة بـ36% في يوليو 2023، وهي أرقام تؤكد الاتجاه المتسارع نحو السيارات الكهربائية والهجينة، مدعومًا بسياسات حكومية مبتكرة وتحفيزات مالية قوية.

وأعلنت شركة «BYD» الرائدة في مجال السيارات الكهربائية والهجينة، عن تحقيقها رقمًا قياسيًا بمبيعات بلغت 4.3 مليون سيارة ركاب في 2024، منها نحو 2.5 مليون سيارة هجينة، وهي أرقام تمثل تغيرًا واضحًا في تفضيلات المستهلكين مقارنة بالعام الماضي، حيث كانت السيارات الكهربائية بالكامل أكثر جذبًا للشراء.

ما هي الشركات التي تصنع السيارات الهجينة؟

لا يقتصر التحول نحو السيارات الهجينة على «BYD» وحدها، حيث سجلت شركة «لي أوتو» نجاحًا قياسيًا في مبيعاتها، محققة 500,508 سيارة هجينة في 2024.

وتعتمد الشركة على تصميم سيارات تجمع بين المحركات الكهربائية وخزانات وقود تقليدية، ما يوفر مرونة أكبر لمسافات القيادة الطويلة، خاصة في بلد شاسع مثل الصين.

في المقابل، ورغم النجاح المستمر لشركة «تسلا» التي تركز على السيارات الكهربائية الخالصة، مع مبيعات تجاوزت 600 ألف سيارة للسنة الثانية على التوالي، تواجه الشركة منافسة شرسة من نظيراتها الصينية التي تستهدف جمهورًا أوسع بمنتجات أكثر توافقًا مع احتياجات المستخدمين.

إلى أي مدى تطورت السيارات الهجينة؟

بدأت شركات أخرى مثل «إكس بينج» و«زيكر» في تبنى استراتيجيات جديدة في قطاع السيارات الهجينة، ففي نوفمبر 2024، كشفت «إكس بينج» عن نظام مبتكر لتوسيع نطاق القيادة باستخدام محرك احتراقي صغير، بينما تخطط «زيكر» لإطلاق أول سيارة هجينة لها في 2025.

وتشير هذه الخطوات إلى وعي الشركات بضرورة تلبية الطلب المتزايد على المركبات متعددة الأنظمة التي تقدم مرونة وتوفيرًا في استهلاك الوقود

بدورها دخلت شركات التكنولوجيا سوق السيارات بقوة، حيث أطلقت «شاومي» سيارتها الكهربائية «SU7» في مارس 2024، وسجلت مبيعات بلغت 135 ألف سيارة بنهاية العام، مع توقعات بتسليم 300 ألف سيارة في 2025.

ويعكس دخول «شاومي» توسع صناعة السيارات لتشمل شركات كانت تُعرف سابقًا بتركيزها على الإلكترونيات والتكنولوجيا.

وتلعب الحكومة الصينية دورًا محوريًا في دفع عجلة التحول نحو السيارات الكهربائية والهجينة، حيث تقدم تسهيلات مثل الحصول السريع على لوحات ترخيص للسيارات الكهربائية والهجينة مقارنة بالسيارات التقليدية، بالإضافة إلى إعانات مالية لتشجيع المستهلكين على تبني هذه التكنولوجيا.

ووفقًا لخبراء الصناعة، من المتوقع أن تستمر السيارات الهجينة في جذب اهتمام المستهلكين حتى عام 2031 على الأقل، حيث تشير تقديرات الصناعة إلى أن السيارات الكهربائية والهجينة ستشكل ما بين 55-60% من السوق الصينية بحلول عام 2025.