على مدار عقود، مارس الاحتلال أبشع الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني رغبة في إبادته والقضاء عليه، ولكن الأمر لم يقتصر على الأشخاص بل كان للتراث الفلسطيني نصيبًا من الممارسات الظالمة.
والأمر ليس غريبًا، فالسعي لتدمير شعب والاستيلاء على أراضيه وقطع أي صلة بينهما لا يمكن أن يكون بمنأى عن التدمير الثقافي والاستيلاء على التاريخ ونسبه لدولة إسرائيل المزعومة.
واستولى الاحتلال أيضًا على العديد من المواقع الثقافية والتراثية في الأراضي المحتلة، وحولها إلى مناطق جذب سياحي.
وتُعد فلسطين من أغنى دول العالم بالآثار، وتنافس مصر في الوطن العربي في كم الحضارات التي توالت عليها وتركت بصمات وآثار فريدة، ومن أبرزها الحضارة الكنعانية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، وتشن قوات الاحتلال هجمات ممنهجة على مواقع التراث والثقافة الفلسطينية في غزة، بما يُشكل انتهاكًا للمواثيق الدولية الخاصة بحماية التراث الثقافي.
وفيما يلي أبرز مظاهر سرقة الاحتلال للتراث الفلسطيني:
نهب الاحتلال للآثار الفلسطينية
منذ النكبة في عام 1948، شكل الاحتلال لجان للبحث عن الآثار الفلسطينية في الأراضي المحتلة، وذلك بهدف خلق رواية تُنسب تلك الآثار للدولة اليهودية، وهو ما حدث في مدن فلسطينية مختلفة مثل يافا وعكا والقدس وطبرية.
وتُشير العديد من الدراسات أن الاحتلال بعد احتلالها للضفة الغربية في 1967، سرقت وباعت العديد من الآثار الفلسطينية، تفاقم الأمر بعد اندلاع انتفاضة الأقصى في عام 2000.
وأشارت دائرة الآثار والتراث الثقافي التابعة للسلطة الفلسطينية إلى أن أكثر من 500 موقع أثري وأكثر من 1500 معلم أثري تعرضت للسرقة والتدمير على يد لصوص إسرائيليين والاحتلال.
سرقة الأزياء والأكلات الفلسطينية
لم تسلم الأزياء والوصفات الفلسطينية أيضًا من سرقات الاحتلال، إذ شارك في معارض دولية متخصصة مستخدم الأزياء والوصفات الفلسطينية على أنها “إسرائيلية”.
كما استولى الاحتلال على منطقة فلسطينية مُدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو وهي “سبسطية”، والتي تحتوي على بقايا قديمة من العصر الحديدي، والفارسي، والهلنستي، والروماني، والبيزنطي، والإسلامي.
القضاء على المعرفة الثقافية
هو نوع آثار من أنواع تدمير التراث الفلسطيني، إذ تعمد الاحتلال نهب الكتب خلال النكبة في عام 1948، وخلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
كما أن الاحتلال يستهدف تدمير المدارس الفلسطينية بغرض فرض نظام تعليمي محدد يمكن من خلاله بث المعلومات التي تدعم روايته المختلقة وتاريخه المزيف.
وبشكل عام، يُعد انتهاك المواقع التراثية الفلسطينية من أكبر التحديات التي تواجه الفلسطينيين في سعيهم للحفاظ على ثقافتهم ووجودهم المادي في وطنهم الذي يهدده التهويد ويستهدفه سياسات إسرائيلية ممنهجة.
متاحف أثرية فلسطينية شاهدة على سرقة الاحتلال
*متحف دير البلح.
*متحف الخضري.
*متحف قصر الباشا.
*متحف الشهوان.
*مخازن الآثار التابعة للمدرسة الفرنسية التوراتية والأثرية في القدس.
هدم مظاهر التراث الفلسطيني الثقافي
في 17 يناير 2024، نشرت سلطات الاحتلال لقطات توثق تفجيره لحرم جامعة الإسراء الواقعة جنوب مدينة غزة.
وشملت أعمال الهدم مقر المتحف الوطني الذي أنشأته جامعة الإسراء قبل سنوات، وسرقة محتوياته الأثرية.
سرقة التراث في القانون الدولي
تنص المادة الرابعة من اتفاقيه لاهاي لعام 1954، على أنه يُحظر الاستيلاء على الآثار في حالة النزاعات المسلحة، وذلك بغرض حماية الممتلكات الثقافية.
كما تحظر اتفاقية اليونسكو لعام 1970، استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بصورة غير مشروعة.