يونيو ٢٥, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
إرث السعودية: المهن البحرية الأصيلة

يحتفل العالم في 25 يونيو من كل عام باليوم العالمي للبحارة؛ لإلقاء الضوء على صمود وعزيمة البحارة حول العالم، في مناسبة تعيد للأذهان إرث المهن البحرية التاريخية في السعودية، والتي شكلت جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمناطق الساحلية في المملكة.

نظرة على تنوع المهن البحرية في المملكة

لطالما كانت المهن البحرية عمودًا فقريًا لحياة السكان في المناطق الساحلية بالمملكة، حيث تباينت هذه المهن وتطورت بتنوع الطبيعة الجغرافية لكل منطقة، من صناعة السفن الشراعية التي كانت تجوب البحار، إلى الغوص بحثًا عن اللؤلؤ الذي كان يعتبر ثروة نادرة، مرورًا بالصيد الذي وفر الغذاء، وصولًا إلى مهنة “الكلجية” المسؤولة عن مراقبة وحراسة الجمارك والموانئ.

ارتبطت حياة الغواصين في السعودية بمواسم محددة، كانت بمثابة رزنامة طبيعية تحدد إيقاع عملهم.

كانت أربعة مواسم رئيسية تتحكم في عمليات الغوص، أولها “غوص البرد” الذي يبدأ من منتصف أبريل ويستمر لمدة 40 يومًا، ثم “الغوص الكبير” الذي يمتد لأربعة أشهر من منتصف مايو حتى منتصف سبتمبر، ويليه موسم “الردة” الذي يستغرق ثلاثة أسابيع من 20 سبتمبر إلى منتصف أكتوبر، وأخيرًا، موسم “المجنى” الذي يحل في الشتاء أو الربيع، ويتميز بانحسار البحر وكشفه عن القواقع البحرية على السواحل، ليتسنى للغواصين جمعها.

وكانت أحجام السفن البحرية تفرض عدد البحارة وطريقة عملهم، ففي السفن الكبيرة، قد يصل عدد البحارة إلى 60 بحارًا، بينما لا يتجاوز عددهم 20 في السفن الصغيرة.

وقد استخدم الصيادون أساليب مختلفة لصيد الأسماك، أبرزها الشبكة، والحضرة وهي مصيدة سمك تصنع من جريد النخل على السواحل، حيث تتجمع الأسماك وتنحصر فيها أثناء المد، والقرقور وهي شبكة دائرية مصنوعة من الأسلاك، والصنارة.

المهن البحرية في مناطق السعودية المختلفة

تميزت المناطق الغربية من السعودية بتنوع مهنها البحرية، مثل الصيد، والغوص، وصناعة المراكب، بالإضافة إلى مهن متخصصة أخرى مثل المزاورية وهي نقل البضائع من السفن التجارية إلى الميناء، وصناع الأشرعة، والكرانية والتي تختص بتسجيل عدد البضائع وأسماء التجار وسلعهم، والسفرية وهم بحارة متخصصون في نقل الحجاج والسلع التجارية بين جدة والموانئ الأخرى.

وفي شرق السعودية، كانت المهن البحرية مصدرًا رئيسيًا للرزق، وخاصة الغوص وتجارة اللؤلؤ، حيث كان استخراج اللؤلؤ يدر أرباحًا كبيرة.

وعرف شرق السعودية بمهنة القلافة، أي صناعة السفن التي كانت تصنع لأغراض متنوعة كالنقل، والتجارة، والصيد، والغوص، والسفر.

واشتهرت المنطقة الشرقية بصناعة أنواع معينة من السفن مثل الجالبوت، والشوعي، والبتيل، والبقارة للغوص، والبوم، والسفار، والبغلة للنقل، واللنج، والهوري، والورجية لصيد الأسماك.

وفي جنوب السعودية، وخاصة منطقة جازان وجزيرة فرسان، كانت صناعة السفن والقوارب الخشبية من المهن المتوارثة عبر الأجيال، وهي صناعة تطورت بمرور الوقت، حيث تم استبدال الأخشاب بالحديد في بعض الأحيان، وأصبح الصناع يمتلكون مصانع لإنتاج السفن.

وفي منطقة تبوك شمال السعودية، انتشرت أيضًا بعض المهن البحرية التراثية كالصيد وتوجيه السفن والصناعات البحرية، ورغم أن ممارستها باتت أقل، إلا أن بعض السكان في مناطق الوجه، وحقل، وضباء ما زالوا يحافظون عليها.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

أبطال فوق الأمواج.. قادة سطروا تاريخ البحرية الإسلامية

المقالة التالية

قرار إيراني بوقف الرقابة الدولية النووية.. هل أُغلق باب المفاوضات؟