logo alelm
دراسة: بيئة الأطفال تحدد قدراتهم المعرفية وهم كبار

في تطور جديد يسلط الضوء على العوامل المؤثرة في نمو القدرات الذهنية للإنسان، كشفت دراسة حديثة شملت أكثر من 1000 توأم أن بيئة الأطفال المحيطة في مراحل حياته الأولى تلعب دورًا محوريًا وأكثر أهمية مما كان يُتصور في السابق. تشير النتائج، التي نُشرت في دورية PNAS المرموقة، إلى أن الملاحظات المبكرة لسلوكيات الرضع يمكن أن تقدم مؤشرات قيمة حول قدراتهم المعرفية في مراحل لاحقة من حياتهم.

بيئة الأطفال الرضع: نافذة مبكرة على قدراتهم

تتبّع الباحثون في جامعة كولورادو بولدر تفاعلات الرضع واستجاباتهم للمحيط، ووجدوا أن الاختبارات التي أُجريت على أطفال لا تتجاوز أعمارهم سبعة أشهر يمكن أن تساعد في التنبؤ بأدائهم في التقييمات المعرفية عند بلوغهم سن الثلاثين. كما كشفت الدراسة عن أن البيئة التي ينشأ فيها الرضيع لها تأثير أكبر على التطور المعرفي مدى الحياة مقارنة بما كان يُعتقد سابقًا. ووفقًا للباحثين، فإن الظروف في المراحل المبكرة من العمر قد تؤثر حتى على خطر الإصابة بالخرف في سنوات لاحقة.

“تُبرز نتائجنا العواقب الدائمة لبيئة الطفولة المبكرة جدًا على القدرة المعرفية وتشير إلى أن المراحل الأولى من الحياة هي فترة نمو حاسمة يجب أن نوليها اهتمامًا خاصًا،”

صرح بذلك المؤلف الرئيسي للدراسة، دانيال جوستافسون، وهو أستاذ باحث مساعد في معهد علم الوراثة السلوكي (IBG).

ماذا يمكن أن يعلمنا التوائم عن التطور المعرفي؟

على غرار مفهوم “معدل الذكاء” (IQ)، يُعتبر “مستوى القدرة المعرفية العامة” (GCA) مقياسًا موحدًا لقدرة الشخص على التعلم والاستدلال والفهم وحل المشكلات. وقد أظهرت دراسات سابقة أن جزءًا كبيرًا من قدرة الفرد المعرفية العامة يتأسس خلال مرحلة الطفولة. فعلى سبيل المثال، غالبًا ما تكون نتائج طفل في الثامنة من العمر في سلسلة من الاختبارات المعرفية مشابهة جدًا لنتائجه في سن الثلاثين. كما أن مقاييس الذكاء في سن العشرين ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتلك الموجودة في سن الثانية والستين، ويميل معدل الذكاء إلى الاستقرار من سن الحادية عشرة وحتى التسعين.

كيف سارت الدراسة؟

ومع ذلك، قلة من الباحثين هم من تعمقوا أكثر لتقصي ما إذا كانت هناك أي علامات في مرحلة الطفولة يمكن أن تتنبأ بالأداء المعرفي في مرحلة البلوغ والشيخوخة. في هذه الدراسة، قام المؤلف الرئيسي دانيال جوستافسون والمؤلفة المشاركة شاندرا رينولدز، وهي أستاذة علم النفس وعلم الأعصاب، بفحص بيانات 1098 مشاركًا في دراسة كولورادو الطولية للتوائم. أطلق معهد علم الوراثة السلوكي هذه الدراسة في عام 1985، حيث قام بتسجيل توائم رضع من منطقة فرونت رينج في كولورادو لاستكشاف كيف تؤثر الوراثة والبيئة على جوانب مختلفة من النمو.

منذ ذلك الحين، جمع الباحثون بيانات شاملة من خلال زيارات منتظمة للمختبر، وتقييمات منزلية، واستطلاعات رأي، ومقابلات، واختبارات سلوكية. “لدينا مؤلفون مشاركون في هذه الورقة البحثية شاركوا منذ البداية وشاهدوا هؤلاء التوائم يكبرون،” كما أوضح جوستافسون.

مؤشرات مبكرة للقدرات المعرفية

في سن مبكرة لا تتجاوز سبعة أشهر، قام الباحثون بتقييم سبعة مقاييس للإدراك، بما في ذلك التعبير الصوتي، والقدرة على الاستمرار في المهمة، وما يعرف بمصطلح “تفضيل الجدة” – أي ما إذا كان الرضع يفضلون اللعب بألعاب جديدة على تلك التي اعتادوا عليها. حتى الآن، تم إجراء تقييمات معرفية مناسبة للعمر في خمس مراحل. وجد الفريق أن النظر إلى الاختبارات المعرفية في مرحلة الطفولة يمكن أن يتنبأ بحوالي 13% من التباين في النتائج في سن الثلاثين. وكان مقياسان – تفضيل الجدة والتوجه نحو المهام – هما أقوى المؤشرات. ويشير المؤلفون إلى أن هذه “الإشارة” المبكرة ليست كبيرة.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

لماذا يسوق ترامب لتدمير برنامج إيران النووي؟

المقالة التالية

إنفوجرافيك |أقوى شركات الذكاء الاصطناعي 2025