توفي الأديب المصري الكبير صنع الله إبراهيم، صباح اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز 88 عاما، بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بالتهاب رئوي استدعى نقله إلى أحد مستشفيات القاهرة، تاركًا إرثًا أدبيًا قيمًا سيبقى حاضرًا في أذهان الجميع.
وشهدت الأسابيع القليلة الماضية اهتمامًا واسعًا في الأوساط الثقافية والفنية بالحالة الصحية للكاتب المصري، بعد تدهورها بشكل كبير وتعرضه لنزيف حاد في المعدة وكسر في الحوض، مما دفع وزارة الثقافة إلى التدخل والتنسيق مع وزارة الصحة لتوفير الرعاية الصحية اللازمة له تنفيذًا لتوجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي بادر بالاطمئنان عليه ومتابعة تطورات الحالة.
ومن جانبه نعى وزير الثقافة المصري، أحمد فؤاد هنو، الكاتب والأديب الكبير صنع الله إبراهيم، الذي رحل عن عالمنا قائلا “فقدنا قامة أدبية استثنائية فهو أحد أعمدة السرد العربي المعاصر، وامتازت أعماله بالعمق في الرؤية، مع التزامه الدائم بقضايا الوطن والإنسان، وهو ما جعله مثالًا للمبدع الذي جمع بين الحس الإبداعي والوعي النقدي”.
وأضاف هنو؛ “فقدان صنع الله إبراهيم خسارة كبيرة للساحة الأدبية، فقد قدّم عبر مسيرته الطويلة أعمالًا روائية وقصصية أصبحت علامات مضيئة في المكتبة العربية، كما أثّر في أجيال من الكُتّاب والمبدعين”.
وتقدّم وزير الثقافة بالعزاء إلى الأدباء والمثقفين ولأسرة الفقيد وأصدقائه ومحبيه، داعيًا الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
ويعد صنع الله إبراهيم، أحد أهم وأبرز الروائيين والكتاب المصريين والعرب، وقد ساهمت أعماله في إثراء الحياة الثقافية لسنوات طويلة، وله مجموعة مميزة من الروايات والأعمال؛ مما جعله أحد أبرز رواد الأدب في مصر والعالم العربي.
ولد صنع الله إبراهيم عام 1937، ودرس الحقوق ثم الصحافة والسياسة، وعمل لدى عدد من وكالات الأنباء من بينها؛ وكالة الأنباء المصرية عام 1967م، ثم عمل لدى وكالة الأنباء الألمانية في برلين الشرقية عام 1968م حتى عام 1971م.
واتجه بعد ذلك إلى موسكو لدراسة التصوير السينمائي، والعمل على صناعة الأفلام، حتى قرر العودة إلى القاهرة مجددا عام 1974 وتفرغ للكتابة الحرة بشكل تام والتي ركزت على الأوضاع السياسية في مصر والعالم العربي، بالإضافة إلى التوثيق التاريخي والتحليل الاجتماعي.
وحصد صنع الله إبراهيم عدة جوائز تكريمًا لمسيرته الأدبية، من بينها جائزة “غالب هلسا” من اتحاد الكتاب الأردنيين عام 1992، وجائزة أفضل رواية مصرية عام 1998 عن روايته “شرف”، بالإضافة إلى عدد من الجوائز العربية مثل جائزة “ابن رشد للفكر الحر” عام 2004، وجائزة كفافيس للأدب في مصر عام 2017.
واشتهر الأديب الكبير بعدد من الأعمال من بينها؛ ” شرف”، ” الجليد”، ” نجمة أغسطس”، ” ذات” وردة” أمريكانلي”،” النيل مآسي”، ” العمامة والقبعة”، ” اللجنة”، “ذات”، ” بيروت بيروت”، وغيرها من الأعمال العظيمة التي أثرت الأوساط الثقافية والأدبية.
اقرأ أيضا
محطات في حياة الأديب الراحل “علوي الصافي”
روايته في القائمة الطويلة للبوكر.. من هو الأديب السعودي صالح الحمد؟
يوسف إدريس.. محطات من سيرة الطبيب الأديب وأمير القصة العربية