أدانت المحكمة العليا في هونغ كونغ اليوم الاثنين رجل الأعمال والناشط المؤيد للديمقراطية جيمي لاي بتهمة التآمر مع قوات أجنبية بموجب قانون الأمن القومي الذي فرضته الصين.
ويعد جيمي لاي أحد أبرز منتقدي قيادة الحزب الشيوعي الصيني، فيما يرى أنصاره أنه "مناضل من أجل الحرية".
وأثار الحكم الصادر ضد جيمي لاي انتقادات دولية واسعة تتعلق بمدى استقلالية القضاء في هونغ كونغ، وسط حملة قمع استمرت لسنوات للحقوق والحريات في المركز المالي العالمي، ردَا على احتجاجات عام 2019 التي اعتبرتها بكين تحديًا لحكمها.
ومن جانبها، ترفض السلطات الصينية الاتهامات الموجهة لها بتقويض سيادة القانون في المدينة.
وقد أمضى قطب الأعمال البالغ من العمر 78 عامًا خمس سنوات في السجن بالفعل، ويواجه مجموعة كبيرة من الدعاوى القضائية بموجب التشريعات الأمنية التي سنتها بكين عام 2020، والتي تجرّم أي شيء تعتبره بكين تخريبيًا أو انفصاليًا.
حياة جيمي لاي من الفقر المدقع إلى قطب إعلامي ثائر
يعتبر جيمي لاي، الذي ولد في مدينة غوانغتشو بالصين لعائلة فقدت ثروتها بعد وصول الشيوعيين إلى السلطة عام 1949، من الشخصيات التي تحولت من الفقر إلى الثراء.
فر لاي من الصين القارية وعمره 12 عامًا، ووصل إلى هونغ كونغ متسللًا على متن قارب صيد.
عمل لاي في وظائف بسيطة وتعلم الإنجليزية بنفسه أثناء عمله في متجر ملابس صغير، ليؤسس في النهاية إمبراطورية بمليارات الدولارات، بما في ذلك علامة الملابس العالمية "جيوردانو".
تحولت مسيرة لاي جذريًا بعدما أرسلت الصين الدبابات لقمع احتجاجات مؤيدة للديمقراطية في ساحة تيانانمن عام 1989.
بدأ جيمي لاي الذي وصف نفسه لاحقًا بأنه "متمرد بالفطرة"، رحلة جديدة كناشط ديمقراطي صريح ورجل أعمال.
بدأ لاي في كتابة مقالات تنتقد المذبحة، وأسس دار نشر تحولت لاحقًا إلى إحدى أكثر المؤسسات تأثيرًا في هونغ كونغ.
ورغم تهديد الصين بإغلاق متاجره في البر الرئيسي، مما دفعه لبيع شركته، أطلق لاي سلسلة من العناوين المؤيدة للديمقراطية، بما في ذلك مجلة "Next" وصحيفة "آبل ديلي" واسعة الانتشار والمُغلقة حاليًا.
يرى الكثيرون في هونغ كونغ جيمي لاي بطلاً يتمتع بالشجاعة ويخاطر للدفاع عن حريات المدينة، ولكن تراه بكين "خائنًا" و"العقل المدبر" للاحتجاجات ومتآمرًا يسعى لفرض عقوبات أمريكية على هونغ كونغ والبر الرئيسي".
وقالت القاضية إستر توه في المحكمة إن لاي "كان يضمر استياءه وكراهيته للصين".
وقد دافع لاي عن أفعاله بقوله لوكالة فرانس برس: "جئت إلى هنا بلا شيء، حرية هذا المكان منحتني كل شيء... ربما حان الوقت لأرد الجميل لتلك الحرية بالقتال من أجلها".













