يعتقد الكثيرون أن الفترة الأبرد خلال العام، هي فترة الانقلاب الشتوي الذي يحدث في أحد أيام شهر ديسمبر في نصف الكرة الشمالي، حيث يكون فيه الليل أطول والنهار أقصر، مما يجعل أشعة الشمس في أدنى مستوياتها، لكن الواقع يشير إلى غير ذلك، فإن أبرد وقت في السنة لا يحدث في هذا اليوم بل عادةً ما يكون بعده بحوالي شهر.
ميل محور الأرض ودوره في توزيع الحرارة
يميل محور الأرض بزاوية تقارب 23.4 درجة عن المدار الذي يدور فيه الكوكب حول الشمس، ويتسبب هذا الميل في اختلاف كمية ضوء الشمس التي تصل إلى نصفي الكرة الأرضية على مدار العام.
وخلال الانقلاب الشتوي الذي يحدث في أيام 21 أو 22 أو 23 ديسمبر من كل عام، يميل القطب الشمالي بعيدًا عن الشمس، مما يقلل من ساعات النهار ويجعل أشعة الشمس ضعيفة في هذا الجزء من الكوكب، وبالمثل، يحدث الانقلاب الشتوي الجنوبي في أيام 20 أو 21 أو 22 يونيو من كل عام، عندما يميل القطب الجنوبي بعيدًا عن الشمس.
لماذا يتأخر أبرد وقت؟
يعتقد البعض أن الانقلاب الشتوي يجب أن يكون أبرد يوم في السنة، باعتباره أكثر الأيام ظلامًا، لكن العلماء يوضحون أن الأرض تحتاج وقتًا لتفقد الحرارة المخزنة في المحيطات والتربة.
وفي هذا السياق أوضح أستاذ الفيزياء المساعد كريستوفر بيرد من جامعة ويست تكساس أن المحيطات، وهي المصدر الرئيسي للاحتفاظ بالحرارة، تطلق حرارتها تدريجيًا، مما يؤدي إلى تأخر البرودة القصوى حتى منتصف يناير في نصف الكرة الشمالي.
ظاهرة مماثلة في الصيف
على نفس النهج لا يعتبر الانقلاب الصيفي، الذي يحدث في يونيو شمالًا وديسمبر جنوبًا، اليوم الأكثر حرارة في السنة، فعلى غرار ما يحدث في الشتاء، تحتاج الأرض وقتًا لتسخن بالكامل بسبب الاحتباس الحراري التدريجي، مما يجعل الحرارة تبلغ ذروتها في الشهر التالي للانقلاب.
توازن الأرض الحراري
توضح هذه الظاهرة كيف تتحكم العمليات الحرارية الطبيعية في درجة حرارة الكوكب، مؤكدةً أن التغيرات الموسمية تعتمد بشكل كبير على تفاعل الأرض مع أشعة الشمس وليس مجرد طول النهار أو الليل.
المصدر: