في تصعيد جديد للحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، استخدمت أوكرانيا صواريخ ATACMS الأمريكية لضرب أهداف في الأراضي الروسية، وذلك بعد إذن من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
هذا الهجوم، الذي وقع بالتزامن مع ذكرى مرور ألف يوم على انطلاق الحرب، يحمل دلالات استراتيجية وسياسية كبيرة، حيث أقدمت أوكرانيا على ضرب مستودع أسلحة روسي داخل الأراضي الروسية، بينما ردت موسكو بأنها أسقطت معظم الصواريخ المهاجمة.
أحداث الهجوم
جاء الهجوم الأوكراني باستخدام صواريخ ATACMS الأمريكية ليمثل نقطة تحول بارزة، وقال المسؤولون الأوكرانيون إن الهجوم استهدف مستودع أسلحة في منطقة بريانسك الروسية، ما أسفر عن انفجارات ثانوية في الموقع.
وعلى الرغم من تأكيد روسيا أنها أسقطت خمسة من أصل ستة صواريخ، إلا أن حطام أحد الصواريخ أدى إلى نشوب حريق في المنشأة.
الموافقة الأمريكية
في الأسبوع الماضي، وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS، وهي من الأسلحة الأمريكية الأطول مدى، مما سمح لكييف بشن هجمات أعمق داخل الأراضي الروسية.
وكانت موسكو قد حذرت من أن استخدام هذه الصواريخ يعد تصعيدًا خطيرًا قد يدفع الولايات المتحدة إلى دخول الحرب بشكل مباشر.
وقد أكدت مصادر رسمية أن أوكرانيا استخدمت الصواريخ بالفعل لضرب أهداف استراتيجية داخل روسيا، بما في ذلك مواقع عسكرية.
دوافع بايدن وتوقيت الإذن
أكدت إيلينا سوبولينا مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية أن منح إدارة بايدن كييف هذا الإذن في هذا التوقيت، يشير إلى أن الرئيس جو بايدن يرغب في وضع العراقيل والأزمات في طريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب قبل دخوله البيت الأبيض في 20 يناير القادم.
وأوضحت سوبولينا أن السماح لأوكرانيا بقصف أهداف داخل الأراضي الروسية بالصواريخ الأمريكية لن يكون حاسمًا في المعركة وأن روسيا تمتلك منظومة دفاع قوية من طراز “S400” قادرة عل إيقاف تلك الصواريخ.
ومن جانبه قال فولوديمير شوماكوف المستشار السابق لحاكم خيرسون إن تكثيف روسيا لهجماتها على أوكرانيا خلال الأيام الماضية يعتبر رسالة توضح رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف الحرب وفق شروط الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وأضاف شوماكوف أن ترامب يرغب في تجميد الصراع على حدود التماس الحالية، وهو ما يرفضه بوتين جملة وتفصيلًا خاصة مع وجود قوات أوكرانية في محافظة كورسك الروسية.
ردود الفعل الروسية
من جانبها، سارعت روسيا إلى إصدار تحذيرات شديدة اللهجة، مشيرة إلى أن أي استخدام للأسلحة الأمريكية على الأراضي الروسية يمثل تدخلاً مباشرًا من قبل واشنطن في النزاع.
وفي نفس اليوم، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تحديث العقيدة النووية الروسية، التي تخفض العتبة لاستخدام الأسلحة النووية، ما اعتُبر بمثابة تهديد مباشر للغرب في حال استمرار التصعيد.
توترات في الأسواق المالية
أدى الهجوم الأوكراني إلى تصعيد التوترات في الأسواق المالية، حيث تراجعت مؤشرات الأسهم الأوروبية وارتفعت أسعار الملاذات الآمنة.
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد انتقد في السابق حجم المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، مشيرًا إلى أنه سيعمل على إنهاء الحرب بسرعة إذا عاد إلى البيت الأبيض، دون أن يوضح كيف.
الآمال الأوكرانية في التفاوض
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب ألقاه بمناسبة ذكرى مرور 1000 يوم على الحرب، أن كييف تسعى للضغط من أجل إنهاء النزاع دبلوماسيًا في العام المقبل.
وقد طالبت أوكرانيا مرارًا بانسحاب القوات الروسية من الأراضي التي احتلتها، بالإضافة إلى ضمانات أمنية دولية قوية.
ومن جهة أخرى، تشدد موسكو على أن أوكرانيا يجب أن تتخلى عن أي طموحات للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاعتراف بالأراضي التي ضمتها روسيا منذ بداية الغزو.
الوضع الميداني
استمر القتال العنيف في شرق أوكرانيا، حيث تواصل القوات الروسية تقدمها ببطء في بعض المناطق.
ومع اقتراب فصل الشتاء، تجددت الهجمات الروسية على شبكة الكهرباء الأوكرانية، حيث أطلقت موسكو أكثر من 120 صاروخًا و90 طائرة مسيرة في أكبر قصف منذ أغسطس الماضي.
وفي المقابل، تسعى أوكرانيا لاستعادة الأراضي التي خسرتها، خاصة في المناطق الحدودية الروسية مثل منطقة كورسك.
المصدر: