logo alelm
من 3 شروط.. بوتين يطرح تسوية جديدة لإنهاء حرب أوكرانيا

طرح الرئيس الروسي بوتين خلال لقائه مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في ألاسكا مقترحًا جديدًا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ويتمحور المقترح حول انسحاب القوات الأوكرانية من الأجزاء المتبقية من إقليم دونباس، مقابل وقف القتال وتثبيت خطوط السيطرة الحالية.

كانت مدينة أنكوراج في ولاية ألاسكا شهدت قبل أيام انعقاد أول قمة بين روسيا والولايات المتحدة منذ أكثر من أربع سنوات، جمعت الرئيس الروسي بوتين بنظيره الأميركي السابق دونالد ترامب. وقد استمر الاجتماع المغلق نحو ثلاث ساعات، خصّصت لمناقشة مستقبل الحرب في أوكرانيا وإمكانية الوصول إلى تسوية سياسية تنهي الصراع المستمر منذ فبراير 2022. وقال بوتين عقب اللقاء إن القمة قد تشكل بداية طريق نحو السلام في أوكرانيا، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل علنية بشأن ما تم التطرق إليه.

تفاصيل المطالب الروسية لإنهاء حرب أوكرانيا

وفقًا لتسريبات من ثلاثة مصادر قريبة من الكرملين، يطالب بوتين بانسحاب كامل للقوات الأوكرانية من المناطق المتبقية في دونباس، مع تعهد قانوني بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، وإبقاء أي قوات غربية خارج أراضيها. كما يشمل المقترح تثبيت خطوط التماس الحالية في مقاطعتي زابوريزهيا وخيرسون، مقابل استعداد موسكو لتقديم تنازلات محدودة في بعض مناطق خاركيف وسومي ودنيبروبيتروفسك.

كانت روسيا قد طالبت في يونيو 2024 بأن تتنازل أوكرانيا عن أربع مقاطعات كاملة (دونيتسك، لوغانسك، خيرسون، زابوريزهيا)، لكن العرض الجديد يركز فقط على شرق البلاد. ومع ذلك، تصر موسكو على ضمانات قانونية من الناتو بعدم التوسع شرقًا وفرض قيود على الجيش الأوكراني. ولكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض المقترح الروسي، مؤكدًا أن الانسحاب من دونباس أمر غير قابل للتنفيذ لأنه يتعلق ببقاء أوكرانيا، مضيفًا أن الانضمام إلى الناتو هدف استراتيجي منصوص عليه في الدستور، ولا يحق لموسكو الاعتراض عليه.

الموقف الأميركي والغربي

لم يقدم كلا من البيت الأبيض وحلف الناتو تعليقًا رسميًا بعد على هذه الطروحات. بينما رأى خبراء غربيون أن ما يطرحه بوتين قد يكون مجرد تكتيك سياسي أكثر من كونه عرضًا جادًا للسلام، خاصة أن موسكو لا تزال تسيطر على نحو خمس مساحة أوكرانيا. وأكدت المصادر الروسية أن القمة في ألاسكا مثلت أفضل فرصة للسلام منذ بدء الحرب، مشيرة إلى أن بوتين أبدى مرونة نسبية. ومع ذلك، يبقى الغموض قائمًا حول مدى استعداد كييف والغرب للتجاوب. وقال ترامب إنه يسعى لإنهاء “حمام الدم” وتقديم نفسه كصانع سلام.

وأوضحت المصادر أن موسكو لا تزال مترددة بشأن مدى استعداد كييف لتقديم تنازلات في دونباس، ولا تعرف إن كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها سيعترفون بالأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية. من جانبه، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن بوتين لا يمانع لقاء زيلينسكي شرط التوصل إلى أرضية مشتركة مسبقة، في حين يعتبر الغرب أن الوعود الروسية تفتقر إلى المصداقية. ومع استمرار الخلافات، تبقى أوكرانيا متمسكة بموقفها القائل إن أي انسحاب من أراضيها سيهدد وجودها كدولة مستقلة.

وتطرح موسكو عدة خيارات لتسوية النزاع، من بينها العودة إلى اتفاقيات إسطنبول 2022 التي نصت على حياد دائم لأوكرانيا مقابل ضمانات أمنية دولية. لكن في ظل رفض كييف التنازل عن أراضيها واستمرار الضغوط الغربية، يظل الطريق إلى السلام محفوفًا بالتعقيدات.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك| السعوديات المشتغلات في سن العمل بالأرقام